صعّدت المقاومة
الفلسطينية خلال الأيام القليلة الماضية، من استخدام منظومة
رجوم، وما يعرف
بـ"
صواريخ 107"، على مواقع
الاحتلال، حول غزة، إضافة إلى تركيزها القصف
على تمركزات الاحتلال في محور نيتساريم.
وكشفت كتائب
القسام،
عن منظومة صاروخية محلية الصنع، أطلقت عليها "رجوم"، خلال عملية طوفان
الأقصى، وقالت إنها استخدمتها لتوفير الإسناد الناري، للقوات التي تقدمت باتجاه
المواقع العسكرية والمستوطنات المحيطة بقطاع غزة.
ورغم أن القسام، لم
تكشف الكثير من المعلومات حول المنظومة، إلا أن ما أعلنته أنها من عيار 114 ملم،
وهو قطر أنبوب إطلاق القذيفة الصاروخية، وبوزن رأس حرب متفجر يصل إلى نحو 3
كيلوغرامات.
ونجحت المنظومة في إلحاق خسائر بالاحتلال، خلال عملية طوفان الأقصى، إضافة إلى العدوان الجاري على القطاع، خاصة مع اعتراف الاحتلال، بمقتل 4 جنود في موقع كرم أبو سالم العسكري أمس الأحد.
إضافة إلى مقتل عدد آخر من الجنود، على مدار الأيام الماضية، في القصف الذي يتواصل على تمركزات الاحتلال، في منطقة محور نيتساريم وسط قطاع غزة.
وتعد قاذفة رجوم
الصاروخية، محاكاة للمنظومة الصينية، التي ابتكرت في ستينيات القرن الماضي، للجيش
الصيني، ووفقا للنسخة التي أنتجتها القسام محليا، فإن بطارية الإطلاق تتكون من 3
صفوف أفقية فوق بعضها، كل صف يحتوي على 5 أنابيب لإطلاق القذائف الصاروخية بمجموع
15 صاروخا، وتزيد عن الطراز الصيني الذي يتكون من 12 صاروخا.
ولا يشترط تزويد
البطارية بكامل العدد من الصواريخ، من أجل عملية الإطلاق، بل ربما تقتصر على صاروخ
واحد لإطلاقه، لكن عملية القصف الكامل والمتتابع، توفر ميزة التدمير المساحي بشكل
أفقي عند سقوط الصواريخ على امتداد أفقي لتغطية منطقة كاملة عبر الانفجارات
العنيفة وتوليد كمية كبيرة من الشظايا المتناثرة على مساحة كبيرة لإيقاع خسائر في
العدو.
تاريخ المنظومة
الصاروخية
أنتجت الصين في أوائل
الستينيات، بطارية صواريخ قصيرة المدى، أطلقت عليها اسم "النوع 63"،
وتتكون من 12 أنبوبا فارغا، بقطر 107 ملم، ولذلك أطلق عليها منظومة صواريخ 107،
وكان يملكها الجيش الشعبي الصيني في بادئ الأمر.
لكن مع الوقت، جرى
تصدير الابتكار الصيني، وبقي أحد أسلحة القوات الخاصة ووحدات المشاة، حتى أواخر
الثمانينيات.
وبحسب الابتكار
الصيني، فإن الأنابيب قابلة للإزالة، والتحكم وفقا لمقتضيات المعارك
والظروف الميدانية، وتثبت بطارية الإطلاق على محور واحد بإطارين مطاطيين، وعمود جر
لسحبه من قبل الجنود، أو ربطه بآلية مدولبة أو مجنزرة.
ويبلغ وزن الصاروخ
قرابة 19 كيلوغراما، وبرأس حربي، بنحو 1.5 كيلوغرام، وطرأت تحسينات في فترات لاحقة
على نوع الذخيرة الدافعة وذخيرة الرأس الحربي المتفجر لمزيد من القدرة التدميرية.
ولا يشترط إطلاق
الصواريخ من بطارية الأنانيب، حيث يمكن الاستعانة، بتثبيت هذه الصواريخ، على حامل
خشبي أو حتى كومة من التراب أو الحجارة، وفقا لحساب زاوية الإطلاق والاتجاه، وتفعيل
الصاروخ بواسطة مزودة طاقة كهربائية على شكل بطارية سيارة، أو جهاز توليد شحنة
كهربائية.
ويمكن تركيب هذه
المنظومة، على مركبات مدرعة، وغير مدرعة، وآليات صغيرة الحجم، بأعداد مختلفة من
أنابيب الإطلاق وفقا للوزن والحاجة العملياتية.
ومن أبرز الدول التي
تستخدم هذه المنظومات، الصين، الاتحاد السوفيتي السابق، والدول التي تستخدم أسلحة
المعسكر الشرقي، وأفغانستان، وخلال الأحداث في سوريا استخدمتها الفصائل المسلحة
المعارضة، وفي قطاع غزة، قامت كتائب القسام، بابتكار نسخة خاصة بها من المنظومة
الصاروخية.