نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، افتتاحية، حول دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى رفح، محذّرة من أن الهجوم عليها سوف يفاقم من الكارثة. فيما أشارت الصحيفة إلى مشهد من الأمل واليأس، حيث رقص الرجال والنساء والأطفال في شوارع رفح، الاثنين، بعد قبول حركة حماس صفقة وقف إطلاق النار.
ولم يكن هناك ما يمكن الاحتفال به، فبعد ساعات أمرت دولة الاحتلال الإسرائيلي 100,000 من سكان رفح بالخروج منها، وخرج المحتجّون إلى شوارع دولة الاحتلال الإسرائيلي، محذّرين من أن الحكومة تعرض حياة الأسرى للخطر.
وبعد فترة قصيرة سيطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي على الجانب
الفلسطيني من
معبر رفح، وأوقفت كل إمدادات الإغاثة إلى قطاع
غزة؛ وارتفعت آمال التوصّل إلى اتفاق ثم تلاشت وأكثر من مرة.
وهناك عدّة روايات حول ما وافقت عليه حماس تحديدا، بما في ذلك توقيت الإفراج عن الأسرى، وإن كان التبادل يشمل الموتى والأحياء. لكن تواصل القتال لا يلغي المفاوضات لوقف النزاع. إلا أن نهاية الحرب تعني نهاية رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وفي الوقت الذي تظهر فيه استطلاعات الرأي، أن معظم الإسرائيليين يقدّمون صفقة لتحرير الأسرى على دخول رفح إلا أن الجناح المتطرف الذي يعتمد عليه مستقبل نتنياهو السياسي يرى العكس.
وتسعى إدارة بايدن لوقف نزاع يهدّد بتداعيات إقليمية ويكلفها خسائر محلّية بين الناخبين الأمريكيين. وقبل أسبوع أخبرت الإدارة حماس بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي قدمت لها عرضا سخيا جدا. وهي الآن تقول إن دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تتعامل مع المفاوضات بحسن نية.
وسواء فعلت واشنطن أكثر من توبيخ دولة الاحتلال الإسرائيلي، فالأمر غير واضح، مع أن تقارير تحدثت عن تعليق شحنة عسكرية، ووصف بايدن في الماضي دخول رفح بالخط الأحمر، لكنه تراجع عما قاله حالا.
وأشارت إلى تقرير وزارة الخارجية المرتقب للكونغرس حول التزام دولة الاحتلال الإسرائيلي بالقانون الأمريكي والدولي في غزة. مع أن نقادها أوضحوا منذ البداية أنهم لم يصدقوا أي تقارير بشأن التزام دولة الاحتلال الإسرائيلي بالقانون.
وقال السناتور الديمقراطي، كريس فان هولين، في الأسبوع الماضي: "أي شخص له عيون يرى فيها وآذان يسمع بها يعرف أن هذا ليس صحيحا".
وفي السياق نفسه، يزداد الضغط على الحكومة البريطانية بسبب غياب التداعيات عن تصرفات دولة الاحتلال الإسرائيلي في رفح. وربما وجد نتنياهو السيطرة على معبر رفح وغارات جوية أمرا كافيا لإرضاء حلفائه من المتطرفين، لكن نتائج هذه الأفعال مضرة بقدر كاف، والدعم الإنساني لا يزال غير كاف واستحكمت المجاعة في القطاع.
وفي الوقت الذي كانت فيه هناك حاجة ماسة لمعرفة ما يجري في غزة، قامت دولة الاحتلال الإسرائيلي بدون حياء بإغلاق قناة الجزيرة في الاحتلال الإسرائيلي، واصفة القناة الإخبارية بأنها خطر على الأمن القومي.
وترى الصحيفة أنه يجب عدم التصعيد في العملية، لأنها سوف تزيد من الكارثة، ومعظم من جاءوا إلى رفح أجبروا على الهرب من مناطق أخرى في غزة. كما أن إصدار أوامر بالإجلاء لا معنى له نظرا لعدم وجود أماكن آمنة للجوء إليها.
وتقول اليونيسيف إن هناك 60,000 طفل في المدينة. وبحسب وزارة الصحة استشهد أكثر من 14,000 طفل منذ بداية الحرب إلى جانب 6,000 أمّ وهناك 19,000 يتيم جديد.
ومهما كانت النقاشات والتغيّرات فلم يتغير المطلب الرئيس، وهو وقف إطلاق النار وإعادة وزيادة الدعم الإنساني والإفراج عن الأسرى، ويزداد ثمن الفشل كل يوم.