ترصد الأوساط السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية ظاهرة متصاعدة في الولايات المتحدة معادية للاحتلال، بصورة تعدّها خطرا مستقبليا سيعاني منه الإسرائيليون لفترة طويلة.
وتتمثل هذه الظاهرة في التعاطف المتنامي من الحركات النسوية الليبرالية في الولايات المتحدة مع المقاومة الفلسطينية، بدلا من النزول إلى الشوارع والنضال من أجل حماية حقوقهن الشخصية، بل إن ذلك يهدد بالوصول بسرعة كبيرة إلى دولة
الاحتلال ذاتها قريبا.
أكدت الكاتبة في
القناة 12 العبرية٬ موران زير كاتزنشتاين٬ أن "الأمريكيين المؤيدين للفلسطينيين لم يكتفوا الآن بالاستيلاء على مباني الجامعات، ولم يعد هناك مجال للشك في أن وراء مظاهراتهم المؤسسية والمنظمة أيدي متعمدة، ففي اليوم الأخير صدر طلب بإغلاق مؤسسات هيليل، وهي منظمة يهودية منتشرة في الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مما زاد من حملات التضامن الأمريكية مع النضال من أجل حقوق الفلسطينيين، بعيدا عن اتهام الاحتلال لها بأنها حوادث معادية للسامية".
وأضافت الكاتبة في مقال ترجمته "عربي21"، إنني "باعتباري امرأة نسوية، فإنني أشاهد بعيون مندهشة التغييرات الدراماتيكية التي تحدث في الولايات المتحدة٬ من حركات نسائية تواجه سياسات معادية لهن، لكنهن بدلا من النزول إلى الشوارع والنضال من أجل حماية حقوقهن على أجسادهن، فإن النساء النسويات الليبراليات في الولايات المتحدة، يضعن كل طاقتهن في النضال الفلسطيني، وكلهن متمسكات برواية حماس، ويقُدن المظاهرات، خاصة الشبابية منها".
وأشارت إلى أن "الحركات النسوية الأمريكية تخلق حركة بندولية، ستجلب القوى المحافظة إلى السلطة في الولايات المتحدة، وكردّ فعل على الاحتجاجات المتصاعدة باسم "التقدميين" تأييدا للفلسطينيين، فإنني أستطيع أن أرى حرفيّا الخطأ التاريخي الذي يحدث أمام عيني؛ لأنني أشاهد النساء نفسهن، اللواتي يقدن الحركة النسوية القادمة، وسوف ينعكس ذلك على تصاعد التيار التقدمي المتطرف في الانتخابات المقبلة المعادي للاحتلال الإسرائيلي".
وأوضحت أن "ما أثار رعب السياسة الإسرائيلية، هو اكتشافها أن النساء اليهوديات والإسرائيليات انضممن إلى هذه الحركات النسوية، التي وحدها اختارت إنكار ما حدث وما زال يحدث في
غزة للمختطفين والمختطفات الإسرائيليات في غزة، وتزداد المعاناة الإسرائيلية خطورة في حال نجاح هذه التطورات النسوية الأمريكية من النجاح في تعزيز القوى التقدمية المحافظة، خاصة في مثل هذا الوقت الدرامي الذي يقترب من الانتخابات في الولايات المتحدة"٬ بحسب الكاتبة.
وزعمت أنها "التقت بطالبات أمريكيات شابات في جامعة كولومبيا، قلن إنهن طردن من مختلف منظمات الجامعة بسبب تعريفهن بالصهاينة، وزعمن أنهن تعرضن للمضايقات من زملائهن في الصفوف الجامعية، بالتزامن مع تصاعد النشاط السياسي والأكاديمي الذي يظهره الشباب الليبرالي المؤيد للفلسطينيين دون أن يخجلوا من هويتهم، مع العلم أن هذه الحركات النسوية المتصاعدة قد تقرر في هذه الأيام مستقبل السياسة القائمة في أمريكا، مما يستدعي من دولة الاحتلال وشركائها في الولايات المتحدة أن يستيقظوا قريبا، قبل فوات الأوان".