نشرت مجموعة "
فاغنر" الروسية الخاصة، التي أصبحت تحملُ اسم "فيلق أفريقيا" مقطع فيديو، يوثق اقتحامها لقرى على
الحدود المالية الموريتانية.
ويظهر في المقطع جنود من فاغنر والجيش المالي وهم يتحركون بين القرى، على متن سيارات رباعية الدفع، تحملُ مدافع ثقيلة، ويقومون بعمليات تفتيش لبيوت طينية، ويوقفون أشخاصا.
وفي إحدى القرى، تجول الجنود الماليون ومقاتلو فاغنر بين البيوت الطينية والأعرشة، فيما ظهر عدد من رجال القرية جلوسا تحت مراقبة الجنود.
وكتب على بعض اللقطات أنها التقطت يوم 28 نيسان/ أبريل الماضي.
توتر على الحدود
ويأتي نشر هذا الفيديو في وقت توترت فيه العلاقات بين
موريتانيا ومالي، بعد أن اخترق الجيش المالي وقوات فاغنر الحدود الموريتانية، ودخلوا عدة قرى موريتانية خلال الأسابيع الأخيرة.
وتمر الحدود بين البلدين بظروف أمنية معقدة، إذ يخوض الجيش المالي -مدعوما بوحدات من مجموعة فاغنر الروسية- حربا شرسة مع جماعات مسلحة بالقرب من الحدود الموريتانية.
وخلال عمليات مطاردة التنظيمات المسلحة، دخل الجيش المالي وقوات فاغنر -أكثر من مرة- مناطق داخل الأراضي الموريتانية.
ورغم أن مالي تقول إن دخول قواتها الأراضي الموريتانية قد يكون حدث عن طريق الخطأ، فإن نواكشوط اعتبرت ذلك أمرا غير مقبول.
استياء موريتاني
وعلى مدى الأسابيع الأخيرة عبّر الموريتانيون في مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم من استمرار اختراق الجنود الماليين وقوات فاغنر لمناطق على حدود البلدين.
وقبل نحو شهر قالت وسائل إعلام موريتانية إن الجيش المالي مصحوبا بقوات من مجموعة "فاغنر" الروسية نفذ عملية اقتحام لقرية "فصالة" أقصى شرق موريتانيا، في أثناء ملاحقة عناصر من مقاتلي حركة "أزواد" المطالبة بالانفصال.
ووفق وسائل إعلام موريتانية، فإن عملية الاقتحام أسفرت عن إصابة شخصين إثر عملية إطلاق نار.
والأسبوع الماضي أطلق الجيش الموريتاني، مناورات عسكرية على الحدود مع مالي، هي الأولى له منذ سنوات، وسط حالة من
التوتر في العلاقات بين البلدين الجارين.
ونشر الجيش الموريتاني صورا للمناورات العسكرية، مضيفا أن الهدف منها هو الوقوف على جاهزية الوحدات المقاتلة ومستواها العملياتي، والاطلاع على احتياجاتها اللوجستية، واختبار أسلحة المشاة والمدفعية ومضادات الطيران وراجمات الصواريخ والطائرات المقاتلة.
وأوضح الجيش في منشور عبر حسابه على فيسبوك، أنه تم خلال المناورات تجريب تعاون وتنسيق مختلف أنواع الأسلحة أثناء سير المعركة "حيث شاركت أسلحة الطيران والمدفعية والقوات الخاصة في تدمير عدو افتراضي حاول التسلل داخل التراب الوطني لغرض تنفيذ عمل عدواني".
تدابير لعودة الهدوء
وبعد نحو شهر من التوتر على الحدود بين موريتانيا ومالي، أعلنت حكومتا البلدين أنهما يعملان من أجل اتخاذ "تدابير أمنية ملوسة، تضمن عودة الهدوء والسكينة إلى المناطق الحدودية".
وأدى قائد أركان الجيش المالي عمار ديارا، قبل أربعة أيام زيارة لنواكشوط التقى خلالها نظيره الموريتاني الفريق المختار بله شعبان.
وقال الجيش الموريتاني في بيان عقب الزيارة إن الطرفين أكدا خلال اللقاء على أهمية الاتفاق على "تدابير أمنية ملموسة تضمن عودة الهدوء والسكينة إلى المناطق الحدودية، وتمكن من حماية المصالح الحيوية، التي تستند إلى تاريخ طويل من العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين".
ووفق المصدر نفسه فقد بحث قائدا أركان البلدين "تشخيص المشاكل والمخاوف الأمنية للطرفين، في جو من الشفافية والمكاشفة".
وبحسب البيان فقد بحث الطرفان "إيجاد حلول مستديمة، تمكن من وضع آلية لتجنب الحوادث الأخيرة في المستقبل، وتأمين الحدود المشتركة".
وترتبط موريتانيا ومالي بحدود برية تعد الأطول في المنطقة، وتبلغ ألفين و237 كيلومترا، معظمها يقع في صحراء قاحلة مترامية الأطراف، وتنشط على طول حدود البلدين الكثير من التنظيمات التي توصف بالمتشددة.
لكن موريتانيا لم تشهد أي هجوم من قبل الجماعات المسلحة منذ عام 2011، بينما تنتشر تلك الجماعات بأماكن أخرى في منطقة الساحل، وتشن هجمات متكررة في عدة دول بينها مالي.