اقتصاد دولي

أين وصلت فكرة أن تكون مصر مركزا لتخزين الحبوب الروسية والتعامل معها؟

الاقتراح المصري ليس جديدا فهو يعود إلى بدايات الأزمة التي خلقتها الحرب على أوكرانيا- جيتي
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير التجارة المصري، أحمد سمير، قوله الاثنين، إن شركة مصرية أرسلت إلى الحكومة الروسية دراسة جدوى لبناء مركز للحبوب في مصر، يمكنه تخزين الحبوب الروسية والتعامل معها.

وقال سمير إنه "يمكن بناء المركز في بورسعيد أو دمياط أو منطقة السخنة"، بحسب وكالة رويترز.

ومصر واحدة من أكبر مستوردي القمح في العالم، وعادة ما تستورد ما يقرب من 10 ملايين طن سنويا.

يذكر أنه من بين تبعات الحرب الروسية-الأوكرانية، تراجع الطلب على القمح الروسي بسبب العقوبات الغربية على روسيا التي تَحول دون سير عمليات توريد القمح على النحو السابق، وفي الوقت عينه تزداد الحاجة المصرية لاستيراد القمح بعد تراجع المحصول الأوكراني الذي كانت تعتمد عليه مصر قبل الحرب.. معادلة جمعت مصر وروسيا على طاولة المصالح المشتركة.

وفي وقت سابق، قالت وكالة "آر تي" الروسية، إن مصر وروسيا تجريان محادثات بشأن إنشاء مركز لوجستي في منطقة قناة السويس لتخزين إمدادات القمح القادمة من موسكو، نقلاً عن وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية.

وكانت القاهرة، التي تعتبر موسكو المورد الرئيسي للحبوب لها، قالت في السابق إن إنشاء مركز على طول طريق السويس التجاري سيسهل صادرات القمح الروسي إلى الدول المجاورة لمصر.

وفي آب/ أغسطس 2023، أعلنت الهيئة العامة للسلع التموينية في مصر عن استعدادها لإعادة تصدير القمح الروسي إلى دول ثالثة، بما في ذلك دول المنطقة العربية وكذلك شمال وشرق أفريقيا، إذا تم بناء مركز التوزيع اللوجستي المقترح لقناة السويس.

والاقتراح المصري ليس جديدا فهو يعود إلى بدايات الأزمة التي خلقتها الحرب على أوكرانيا، وكان سفير المهام الخاصة في وزارة الخارجية الروسية رئيس أمانة "منتدى الشراكة الروسية الأفريقية" أوليغ أوزيروف، قد علق على إمكانية إنشاء مركز للحبوب الروسية في مصر في شهر تموز/ يوليو 2023.

وقال في حوار مع وكالة "نوفوستي" الروسية: "يبدو لي أن فكرة إنشاء الممرات اللوجيستية ومراكز الحبوب واعدة وقابلة للتنفيذ، نظرا للفرص العظيمة التي تتمتع بها روسيا في صادرات الحبوب".

وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين صرح في نيسان/ أبريل 2023، بأن "مصر ستصبح مركزاً للحبوب الروسية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا". وقال في مقابلة صحفية إن "مصر اعتمدت خلال السنوات الأخيرة على الحبوب الروسية، لا سيما القمح، بسبب جودتها وسعرها". وأضاف أن "جميع الشروط تنطبق على مصر لتصبح مركزاً للحبوب الروسية لتوريد مجمع الصناعات الزراعي الروسي".