فازت مرشحة حزب حركة التجديد الوطنية "مورينا" الحاكم في
المكسيك، المنحدرة من عائلة يهودية، كلوديا شينباوم، في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد.
جاء ذلك مع إعلان لجنة الانتخابات الوطنية في المكسيك الاثنين، فرز 82 بالمئة من صناديق الاقتراع.
وحصلت شينباوم على 58.84 بالمئة من أصوات الناخبين، بينما حصلت منافستها سوتشيتل غالفيز على 28.15 بالمئة.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية 60 بالمئة.
ومع إعلان فوزها في الانتخابات، باتت شينباوم (61 عاما) أول امرأة تتولى منصب الرئيس في تاريخ المكسيك.
وهنأ الرئيس المكسيكي المنتهية ولايته مرشحة الحزب شينباوم بفوزها "التاريخي" في الانتخابات الرئاسية.
والاثنين، احتفى لوبيز أوبرادور بالنصر "التاريخي" الذي حققته شينباوم، مؤكدا أيضا مغادرته المعترك السياسي قريبا.
وقال خلال مؤتمره الصحافي الصباحي المعتاد: "إنه حقا حدث تاريخي (...) وليكن الأمر واضحا... عندما تنتهي ولايتي، سأنسحب ولن أشارك في أي نشاط عام أو سياسي".
كما هنأ الرئيس الأمريكي جو
بايدن الاثنين شينباوم على "انتخابها التاريخي كأول رئيسة للمكسيك"، وذلك في بيان أصدره البيت الأبيض.
وقال بايدن إنه "يتطلع" للعمل مع الرئيسة الجديدة "بروح الشراكة والصداقة".
واعتمدت شينباوم في فوزها على شعبية أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الذي وصفته بأنه "رجل استثنائي" و"غيّر تاريخ بلادنا نحو الأفضل".
وجاء المرشّح الوسطي خورخي ألفاريس ماينس متأخّرا بفارق كبير (11,4%).
طريق السلام والأمن
وقالت كلاوديا شينباوم: "سأصبح أول امرأة تتولى رئاسة الجمهورية منذ 200 عام"، في إشارة إلى تاريخ الاستقلال عام 1821، متعهدة "مواصلة بناء دولة رفاه حقيقية"، وأكدت: "لن أخيب تطلعاتكم".
وأعلنت منافستها سوتشيتل غالفيس أنها اتصلت بها "للإقرار بنتائج الانتخابات".
وستتولى شينباوم مهامها في الأول من تشرين الأول/أكتوبر خلفاً لمرشدها السياسي لولاية مدتها ست سنوات حتى عام 2030.
وأشارت شينباوم إلى أن حزبها "حركة التجديد الوطني" (مورينا) وحلفاءه احتفظوا بـ"الغالبية المؤهلة" في الكونغرس وعلى الأغلب في مجلس الشيوخ.
كذلك، احتفظ الحزب برئاسة بلدية مكسيكو، معقل اليسار في المكسيك منذ 25 عاما، بفوز مرشحته كارلا بروغادا.
وفي المساء، حيّت الرئيسة المنتخبة أنصارها المجتمعين في ساحة زوكالو بوسط العاصمة.
ويُقتل في هذا البلد ما معدله تسع إلى عشر نساء يوميا، بحسب الأمم المتحدة. في المجمل، تعرضت 70% من المكسيكيات اللواتي تزيد أعمارهن عن 15 عاما للعنف مرة واحدة على الأقل في حياتهن، بحسب المصدر نفسه.
أشادت شينباوم لدى الإدلاء بصوتها في مكسيكو بـ"اليوم التاريخي".
وكشفت أنها لم تصوت لنفسها في الانتخابات الرئاسية، بل لرائدة اليسار المكسيكي إيفيخينيا مارتينيس (93 عاما) تقديرا لنضالها، واختتمت التصويت بالقول "تحيا الديموقراطية".
ويتعين على شينباوم، وهي سليلة عائلة يهودية فرت من النازية والفقر في ليتوانيا وبلغاريا، أن تواجه التحدي المتمثل في عنف تجار
المخدرات.
ومنذ سنوات، تسجل المكسيك ما يزيد على 30 ألف جريمة قتل في المعدل كل عام، أي نحو 80 جريمة يوميا.
وأشار الرئيس المنتهية ولايته إلى أن ثلاثة أرباع جرائم القتل مرتبطة بالاشتباكات بين العصابات الإجرامية للسيطرة على أسواق المخدرات المحلية.
تتنافس الكثير من الكارتلات للسيطرة على نقل المخدرات إلى الولايات المتحدة.
وتسارعت وتيرة العنف منذ كانون الأول/ديسمبر 2006، عندما كيف الرئيس السابق فيليبي كالديرون (2006-2012) الجيش بمحاربة العصابات.
ومنذ ذلك الحين، سجلت المكسيك حوالي 450 ألف جريمة قتل و100 ألف حالة اختفاء.
وأعلنت الرئيسة المنتخبة: "سنقود المكسيك على طريق السلام والأمن".
ووعدت بالتصدي لأسباب العنف وتعزيز الحرس الوطني واعتماد سياسة "عدم الإفلات من العقاب" في مواجهة العنف.
طوابير وأعمال عنف
ودعي 98,3 مليون ناخب مُسجّل للإدلاء بأصواتهم. واصطف المقترعون في طوابير طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة من تيخوانا إلى مكسيكو مرورا بغوادالاخارا.
وشابت الانتخابات أعمال عنف في بعض المناطق.
قُتل شخصان في هجومين على مركزي تصويت الأحد خلال هذا الاقتراع. وقع الهجومان في منطقتين بولاية بويبلا في وسط البلاد، وفق مصدر أمني محلّي.
وسبق أن قُتل مرشح للانتخابات المحلّية في الولاية نفسها الجمعة.
وقُتل مرشح آخر ليلا قبل ساعات قليلة من افتتاح مراكز الاقتراع في الغرب، حسب النيابة.
واغتيل 25 مرشحا على الأقل خلال الحملة الانتخابية، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس حتى السبت.
إضافة إلى الانتخابات الرئاسية، دُعي المقترعون إلى تجديد الكونغرس ومجلس الشيوخ واختيار حكّام في تسعٍ من أصل 32 ولاية واختيار رؤساء بلديات. وفي المجموع، شملت الانتخابات 20 ألف منصب.