تتوالى
الخسائر الاقتصادية على قطاعات
الاحتلال، نتيجة العدوان المتواصل على قطاع غزة، فضلا عن حالة النزوح من مناطق
شمال فلسطين المحتلة، نتيجة الضربات المتلاحقة لحزب الله على أهداف الاحتلال.
وقالت صحيفة
يديعوت أحرونوت؛ إن العديد من
الشركات شمال فلسطين المحتلة، باتت في خطر، وطرقت بعض الشركات أبواب المحكمة
العليا، من أجل الحصول على إعفاء مؤقت من تأخير المستحقات، وإجراءاتها الإدارية،
وعجزها عن توفير الرواتب لمئات المستوطنين.
وأشارت الصحيفة إلى أن رواتب أكثر من 550
مستوطنا، باتت في خطر، وتراكمت الديون على إحدى الشركات بقيمة فاقت 270 ألف دولار
أمريكي.
ولا تتوقف الخسائر
الإسرائيلية عن التصاعد مع استمرار العدوان على غزة، فالخزانة المالية تضغط من أجل
رفع الضرائب، والسياسيون يخشون الانخراط في ذلك، ومن المتوقع أن ترتفع ضريبة
القيمة المضافة وضريبة الوقود، عقب فرض ضريبة لمرة واحدة على البنوك، على أن تمول
الزيادات حوالي 18 مليار شيكل من نفقات الحرب، وتصل إلى مئات المليارات، رغم أن
بعض الخبراء الإسرائيليين غير متحمسين لزيادة الضرائب، ويقترحون بدائل مثل زيادة
العجز، أو تأخير المشاريع، أو تغيير السياسة الكلية تجاه غزة.
تاني غولدشتاين الكاتب
في موقع "زمن إسرائيل"، ذكر أن "أحد أسباب الأزمة المالية، يتعلق
بأن التكلفة الفلكية للحرب على غزة ليست معروفة بعد بدقة، ببساطة لأنها لم تنته
بعد، وقد تتفاقم في المستقبل، وبعد أن نشرت وزارة المالية وبنك إسرائيل في كانون
الأول/ ديسمبر تقديرات بأن التكلفة ستصل إلى 20 مليار دولار، فإنهما في كانون
الثاني/ يناير رفعا الكلفة إلى 72 مليار دولار، ومنذ ذلك الوقت لم تنشرا تقديرات
إضافية، رغم زيادة التكلفة كثيرا بنحو نصف مليار يوميا، ما يعني أن ميزانية الأمن
ستصل إلى 60 مليارا تمت الموافقة عليها بالفعل".
وأضاف في مقال أن
"هذه الكلفة العالية يضاف اليها خسائر الشركات، وإلغاء الاستثمارات، وفقدان
أيام العمل، ومصاريف بعشرات المليارات ليست في الحسابات، كالعلاج طويل الأمد
للمصابين المعاقين، وتعزيز نظام التعليم؛ وحماية عسقلان والمستوطنات الشمالية،
وإذا أصرت إسرائيل على مواصلة سيطرتها على غزة، فإن الإدارة المدنية للقطاع الدامي
ستكلف ما لا يقل عن 150 مليار دولار إضافية، منها 17 مليار دولار، سيتم تمويلها من المساعدات الأمريكية، على شكل مساعدات عسكرية تتقاضاها
إسرائيل من الولايات المتحدة مجانا".
وأوضح أن "هناك
30 مليار دولار سيتم تمويلها من خلال "تخفيضات الميزانية"، وتشمل
المكاتب الحكومية، والمستوطنات، والمؤسسات التعليمية الدينية، ومخصصات الأيتام،
كما أنه تم إغلاق أو تخفيض بعض الوزارات غير الضرورية، التي تم إنشاؤها لشركاء
التحالف، وأخذ أكثر من 100 مليار دولار كقروض، وفي عام 2023، جمعت الحكومة نحو 160
مليار شيكل من السندات، نصفها منذ اندلاع الحرب، وبلغ الدين الحكومي حوالي 1.127
تريليون شيكل في كانون الأول/ ديسمبر؛ ومنذ ذلك الحين تم جمع عشرات المليارات
الأخرى، حيث يشكل الدين 70 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي".
وأشار إلى أنه
"مع استمرار نمو النفقات العسكرية لتمويل حرب غزة، فسوف تستمر عائدات الضرائب
في الانخفاض، وسيستمر الوضع السياسي والأمني في التدهور، ويتوقع أن ينخفض التصنيف
الائتماني لإسرائيل، ويرتفع سعر الفائدة على ديون الحكومة، التي ستجد صعوبة في
الحصول على قروض إضافية كمصدر آخر للميزانية بتجميد مشاريع بناء البنية التحتية،
وحتى الآن، تم تجميد مشاريع تبلغ قيمتها 7.5 مليار شيكل، خاصة للنقل في الضواحي،
ومحطة القطار السريع في غوش دان".