كشفت عدّة وسائل إعلام عبرية، الأحد، عن انتحار جندي إسرائيلي، وذلك عقب تلقّيه أمرا بالعودة للخدمة العسكرية في قطاع
غزة، الذي يواصل فيه جيش الاحتلال الاسرائيلي حربه الدموية، ضاربا عرض الحائط بكافة القوانين الدولية والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان.
وأوضحت أن انتحار الجندي، أتى بعد أن طُلب منه العودة إلى مدينة
رفح جنوب
قطاع غزة، بعد أن كان قد قضى فيها 78 يوما خلال الحرب. فيما أكد موقع "واللا" العبري أنه "انتحر جندي الاحتياط إليران مزراحي، الجمعة الماضي، بعد معاناته من اضطراب ما بعد الصدمة، وهو أب لأربعة أطفال، بينهم اثنان مصابان بطيف التوحد".
وأبرز الموقع العبري أن "مزراحي عمل في غزة سائق جرافة إسرائيلية مدة 78 يومًا، وتلقى العلاج من قبل وزارة الدفاع، لكنه لم يعرض على لجنة رسمية تعترف بنسبة إعاقته".
وأشار إلى أن الجندي الإسرائيلي "كان من المفترض أن يعود للخدمة في رفح جنوب قطاع غزة، لكنه انتحر قبل ذلك"، مضيفا أن "الدولة لا تسمح بدفنه عسكريا، لأنه لم يكن في خدمة الاحتياط الفعلية، لحظة انتحاره".
وفي السياق نفسه، كانت صحيفة "هآرتس" العبرية، قد قالت، في وقت سابق، إن 9 ضباط وجنود قد انتحروا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عدد منهم انتحر خلال المعارك في مستوطنات غلاف غزة المحاصر.
كذلك، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال منتصف آذار/ مارس الماضي، بأنه يُواجه المشكلة الكبرى في الصحة النفسية منذ عام 1973، وذلك على خلفية العمليات التي تشنّها فصائل المقاومة
الفلسطينية في قطاع غزة، على جيش الاحتلال منذ طوفان الأقصى.
وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلية، الأربعاء، قد صادقت على استدعاء 50 ألف جندي احتياط إضافيين، بما يرفع عدد جنود الاحتياط إلى 350 ألفا. فيما نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن جيش الاحتلال الإسرائيلي قوله، إن "زيادة حصة الاحتياطي من 300 ألفا إلى 350 ألفا لا علاقة لها بالاستعدادات للشمال، بل بسبب إطالة العملية في رفح جنوب قطاع غزة".
كذلك، كانت "القناة الـ12" العبرية، قد قالت إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي يبحث عن متطوعين للقتال في قطاع غزة، وذلك عبر إعلانات بمجموعات واتساب"، مشيرة إلى أن الإعلان أتى "في ظل نقص حاد بالجنود في وحدات الاحتياط بالجيش الإسرائيلي".
وأوضحت القناة أنه "في ظل حالة الاستنزاف الكبيرة في صفوف الجنود والضغوط الكبيرة من العائلات وأماكن العمل، فإن جنودا في وحدات الاحتياط بغزة والشمال عبروا عن صعوبة الحفاظ على قوتهم طيلة هذا الوقت".
وكانت تحقيقات إسرائيلية كشفت عن حالة من التذمر الحاد في أوساط جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي، بسبب طول مدة خدمتهم، وذلك بعد مضي نحو 9 أشهر على بدء حرب غزة.