وصف تقرير جديد للأمم المتحدة، الوضع الذي أصبح عليه العنف بحق الأطفال العالقين في مناطق الحروب بـ"المستويات الخطيرة" خلال عام 2023، وذلك في ظل تسجيل عدد غير مسبوق من القتلى والجرحى في الأزمات "بما في ذلك في حرب
غزة".
وكشف تقرير الأمم المتحدة السنوي بخصوص "الأطفال والصراع المسلح" عن "زيادة مروعة بنسبة 21 بالمئة في الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال دون سن الـ18 عاما في مجموعة من الصراعات"، من بينها: "فلسطين المُحتلّة والسودان وميانمار، والكونغو وبوركينا فاسو والصومال وسوريا".
وبحسب التقرير نفسه، فإن "الأمم المتحدة تحققت من 2799 انتهاكا خطيرا بحق 2093 طفلا، بينها 238 حالة قتل و623 إصابة منسوبة إلى الجيش والمليشيات الموالية له".
أيضا، تحققت الأمم المتحدة من "30,705 انتهاكات بحق الأطفال في عام 2023، و2285 انتهاكا ارتكب في وقت سابق، ما أثر على أكثر من 15,800 فتى وأكثر من 6250 فتاة" وذكر التقرير أن "بعضهم تعرضوا لانتهاكات متعددة".
وأدرج تقرير الأمم المتحدة، لأول مرة قوات الاحتلال الإسرائيلية على "قائمته السوداء للدول التي تنتهك حقوق الأطفال بسبب قتل وتشويه الأطفال ومهاجمة المدارس والمستشفيات"، فيما أدرج أيضا للمرة الأولى "مسلحي حركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين لتورطهم في قتل وجرح واختطاف أطفال".
وأشار أنطونيو
غوتيريش، في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أن عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، التي شنّتها حركة حماس على جنوب دولة الاحتلال الإسرائيلي، وعدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي واسع النطاق في غزة، تسبّب في زيادة بنسبة 155 بالمئة في الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال، خاصة الناتجة عن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان في غزة.
وتابع التقرير بأن "
السودان، منذ عام 2023، شهد زيادة هائلة بلغت 480 بالمئة في الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال"، وأن الأمم المتحدة أدرجت "القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على القائمة السوداء أيضا لقتل وإصابة الشباب ومهاجمة المدارس والمستشفيات".
وأكّد غوتيريش أن "الأمم المتحدة تحقّقت بحلول نهاية عام 2023، من 1721 انتهاكا خطيرا بحق 1526 طفلا في السودان"، و"أشعر بالفزع إزاء الزيادة الكبيرة في الانتهاكات الجسيمة، وخاصة تجنيد الأطفال وقتلهم وتشويههم، فضلا عن العنف الجنسي والهجمات على المدارس والمستشفيات".
وأبرز أن "حجم الحملة العسكرية الإسرائيلية على حركتي حماس والجهاد الإسلامي ونطاق الموت والدمار في قطاع غزة كان غير مسبوق"، مكررا الدعوات لدولة الاحتلال الإسرائيلي إلى "الالتزام بالقانون الدولي وضمان عدم استهداف المدنيين، وعدم استخدام القوة المفرطة أثناء عمليات إنفاذ القانون".
وأضاف أن "الزيادة الرهيبة في الانتهاكات ترجع إلى الطبيعة المتغيرة، والتعقيد، والتوسع، وتكثيف الصراع المسلح، واستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، والهجمات المتعمدة أو العشوائية على المدنيين، والبنية التحتية وغيرها من المباني الأساسية، فضلا عن ظهور جماعات مسلحة جديدة، وحالات الطوارئ الإنسانية الحادة، والتجاهل الصارخ للقانون الدولي".
وأكد أنه "منزعج من الزيادة الهائلة والنطاق غير المسبوق وكثافة الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في قطاع غزة وإسرائيل والضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس، على الرغم من دعواتي المتكررة للأطراف لاتخاذ تدابير لمنع الانتهاكات الجسيمة".
وفي السياق نفسه، ذكر التقرير أن "الحرب الأهلية المتنامية في ميانمار والتي شهدت أيضا زيادة بلغت 123 بالمئة في الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال". وأدرجت الأمم المتحدة "القوات المسلحة في ميانمار والمليشيات الموالية لها وسبع مجموعات مسلحة على القائمة السوداء لهذا العام".