يفاقم نقص المياه الكارثة الإنسانية التي يرزح تحت وطأتها أهالي قطاع
غزة في ظل تصاعد التحذيرات من خطر المجاعة على وقع إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر ودخول العدوان الإسرائيلي شهره التاسع.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، كاثرين راسل، "يضطر الأطفال وأسرهم في قطاع غزة إلى استخدام المياه من مصادر غير آمنة ومرتفعة الملوحة أو ملوثة". وأضافت: "بدون مياه صالحة للشرب، سيموت عدد أكبر من الأطفال في الأيام المقبلة بسبب الحرمان والمرض".
ويبذل
الفلسطينيون في قطاع غزة الذين يتعرضون للقصف الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي، جهدا يوميا للحصول على الأساسيات الضرورية مثل المياه اللازمة للشرب أو الطهي أو الاغتسال.
فعائلة الشنباري تجهز أوعية لتعبئة المياه وتهيم سيرا على الأقدام في رحلة قد تستغرق ما يصل لنحو 90 دقيقة على أمل العثور على نقطة مؤقتة لتوزيع المياه بين تلال الركام والتراب في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، حسب تقرير لوكالة رويترز.
وقال الأب أحمد الشنباري، السبت الماضي، "اليوم بجباليا اتجرفت كل البيار (الآبار)، ولا بير مياه موجود... المياه مأساة كبيرة في معسكر جباليا".
من جهتها، قالت فاطمة، وهي زوجة أحمد، لرويترز: "زي ما أنت شايف بنحمم ولادنا في طشت (إناء للغسيل) صغير، وبعدين بتكون مياه جلي (تنظيف آنية الطعام) مش مياه نظيفة يعني من نقص المياه ومشاكل المياه عندنا في الشمال".
وأضافت وهي تحمم طفلها فوق أرضية خرسانية داخل غرفة بمدرسة تعرضت للتدمير، "صار عندنا كبد وبائي... صفار في العينين ونزلات معوية. مش أنا لحالي، كل المدرسة بتعاني من هيك قصة... ما فيش مياه نظيفة تصلح للشرب... حتى المياه المفلترة هادي مش مياه مفلترة، احنا بنضحك على حالنا إنها مياه مفلترة".
واضطر سكان لحفر آبار في مناطق قاحلة بالقرب من البحر حيث نزحوا هربا من القصف، أو لجأوا للاعتماد على صنابير تضخ مياها جوفية مالحة ملوثة بمياه البحر والصرف الصحي.
ويقطع الأطفال مسافات طويلة للوصول إلى نقاط مؤقتة لتوزيع المياه، ولا تسعفهم سواعدهم الهزيلة في كثير من الأحيان في حمل الأوعية الممتلئة فيسحبونها إلى المنزل على ألواح خشبية، حسب رويترز.
ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء، فضلا عن تجدد موجات النزوح بفعل القصف الإسرائيلي الذي يتعمد استهداف النازحين.
ولليوم الـ250 على التوالي، يواصل
الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
ومنذ 6 أيار/ مايو الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا عنيفا على مدينة رفح التي تكتظ بالنازحين والسكان، وذلك رغم التحذيرات الأممية والدولية من مغبة العدوان على المدينة الحدودية، وأمر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ37 ألف شهيد، وأكثر من 84 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.