أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في
مصر عن وقف القس دوماديوس حبيب إبراهيم عن الخدمة الكهنوتية، ومنعه من الظهور في وسائل الإعلام، بعد أن "صدرت منه تصرفات مثيرة للجدل"، بحسب بيان الكنيسة.
وكان دوماديوس قد شبّه فداء المسيح بفداء الحسين، خلال زيارته إلى مدينة مشهد
الإيرانية، العام الماضي، كما ظهر في مقاطع مصورة وهو يزور مسجد السيد البدوي في مدينة طنطا في محافظة الغربية، وسبق أن أعلن أنه سيذبح أضحية لوقف الحرب في غزة، كما أنه وزع الحلوى في شوارع القاهرة على المسلمين في عيد الأضحى، وسبق ووزع الفوانيس على الأطفال احتفالاً بشهر رمضان.
وقالت الكنيسة، في بيان لها، إنه بناءً على تصرفات القس دوماديوس حبيب إبراهيم، فقد أصدر البابا
تواضروس الثاني قرارًا بتشكيل لجنة من ثلاثة أعضاء من أحبار الكنيسة وبعض الآباء الكهنة للتحقيق معه. وتم استدعاؤه أمس للمثول أمام اللجنة، وقد تم الاستماع إليه ومناقشته في تلك التصرفات وفي أسباب عدم التزامه بقرار البابا الصادر في آب/ أغسطس 2023 بإيقافه عن الخدمة الكهنوتية.
وقالت الكنيسة، في بيانها، إن القس لا يمثل في تصرفاته المثيرة للجدل سوى شخصه، وإنها غير مسؤولة عن تلك التصرفات.
وأضافت أن هذا القس أثار العديد من الأزمات والمشكلات، خلال السنوات الماضية، في الكنائس التي خدم فيها، الأمر الذي أدى إلى نقله بين عدة كنائس، إلى جانب تصرفاته المثيرة للجدل في الشارع المصري، وعبر وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وبيّنت الكنيسة أنها نصحته كثيراً، ومنحته العديد من الفرص على مدى السنوات، وأن "الآباء حاولوا حلّ مشكلاته ومعالجة أخطائه بروح الأبوة، حرصاً على سلامته، بكل صبر وهدوء".
أريد لقاء البابا
وفي رده على القرار قال دوماديوس عبر صفحته الرسمية على فيسبوك:" شكرا جزيلا أبونا قداسة البابا، ولكني طلبت من اللجنة المجمعة أن ترتب لي لقاء أبوة أنتظره من قداستك منذ 11 عاما حتى الآن منذ 2013 وخرجت من عند اللجنة إلى
الكاتدرائية، ووجدت غبطتك متواجدا ولم أجد أبونا كيرلس وأبونا مكاري للتواصل، وما زلت أطالب بهذا اللقاء حتى النفس الأخير، اسمح لي أبي قداسة البابا بلقائك لمدة نصف ساعه، لأجل سلام الكنيسة وبنيانها أطلب لقاء قداستك".
وتابع قائلا: "أنت تعلم جيدا مدى غيرتي وحرصي على كنيستي وأن هذا البيان لتهدئة الرأي العام الذي تعلم أيضاً من أثاره ضدي، وإنني اعتذرت فديو وكتابة عن كل ما فهم بالخطأ من خلال حملات تكدير الصفو العام. شاكرا أبوتك واحتضانك ورعايتك".
وكلمة التجريد أو الشلح تعني داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي عودة الشخص لاسمه العلماني، وتجريده من زيه الكهنوتي وخلعه من رتبته الدينية.
وتبدأ العقوبات بفرض مدة معينة للصوم ثم المنع من الصلاة لفترة محددة، تتدرج العقوبات لتصل إلى الإيقاف عن منصبه لفترة ثم النفي والإبعاد إلى أحد الأديرة لمدة تتناسب مع أسباب العقوبة.
يذكر أن دوماديوس كان قد عزى في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بعد سقوط طائرته٬ في مقطع فيديو قائلا: "إن الرئيس رئيسي يكفيه فخرا أن يقف أمام الله وآخر أمر عمله هو افتتاح سد للخير والسلام ليعطي الماء للصديق والعدو".
وتفاعل رواد مواقع التواصل على المنصات المختلفة بعد قرار الكنيسة المصرية تجريد دوماديوس٬ ففي حين أرجع بعضهم العقوبات ضده إلى تعزيته بالرئيس الإيراني، وزيارته السابقة إلى إيران، يعتقد آخرون أن مشاركة القس للمسلمين في مناسباتهم قد تكون سببا.
وتساءل الصحفي المصري سامي كمال الدين عن محتوى الفيديوهات التي قال القس المشلوح أنه سجلها لكشف ما يحدث في الكنيسة٬ وذكر دوماديوس أنه لن ينشر محتويات الفيديوهات الأربعين إلا بعد تنحيته.
وكتب حساب آخر قائلا إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عاقبت قسّا "كل ده عشان اشترى أضحية وقال للمسلمين كل سنة وأنتم طيبين".