يقترع الموريتانيون السبت لانتخاب رئيس جديد للبلاد، في انتخابات حذرت المعارضة من احتمالية تزويرها لصالح الرئيس الحالي محمد ولد
الغزواني.
ويحق لأكثر من 1.9 مليون ناخب موريتاني الإدلاء بأصواتهم وذلك في 5403 مراكز اقتراع موزعة في عموم البلاد.
وحتى عصر السبت، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات أن نسبة التصويت لم تتجاوز 13 بالمئة، مشيرة إلى أن النسب تحسب بشكل آلي، ومن المرجح أن ترتفع إلى 32 بالمئة.
ومن المنتظر أن تنتهي
الانتخابات باختيار رئيس للبلاد من بين سبعة مترشحين هم الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الغزواني، والبرلمانيان العيد ولد محمدن وبيرام ولد الداه ولد عبيدي، والبرلماني السابق مامادو بوكر با، والخبير المالي محمد الأمين الوافي المرتجي، وطبيب الأعصاب، أوتوما أونطوان سومارى.
وتعتبر هذه الانتخابات واحدة من أهم الاستحقاقات الرئاسية التي تشهدها
موريتانيا، ومن المنتظر أن تفضي إلى التجديد للرئيس السابق، أو انتخاب رئيس جديد.
إقبال متوسط
ووفق جولة مراسل "عربي21" في عدد من مراكز التصويت بدا الإقبال متوسطا، فيما يتوقع أن ترتفع النسبة خلال ساعات المساء.
وينتظر أن تغلق مراكز الاقتراع الساعة السابعة مساء، على أن يبدأ فرز الأصوات بشكل مباشر. ويتوقع أن تبدأ النتائج في الظهور بعد نحو ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع.
اعتقالات في يوم الاقتراع
وبعد نحو ساعة من انطلاق العملية الانتخابية أوقفت الشرطة قادة حزب سياسي (قيد التأسيس) مقرب من الرئيس السابق محمد ولد العزيز الذي يوجد في السجن بتهم فساد.
وأوقفت الشرطة كلا من رئيس الحزب سيدنا عالي ولد محمد خونا، ونائبه محمد ولد جبريل، والأمين العام للحزب أحمدو ولد شاش.
ولم ترد تفاصيل بشأن أسباب اعتقال هؤلاء القادة السياسيين، بالتزامن مع بدء التصويت، لكنهم سبق أن طالبوا بمقاطعة الانتخابات.
تأهب أمني
وبالتزامن مع بدء الاقتراع تمركزت فرق من الشرطة والدرك في مختلف مناطق العاصمة نواكشوط والمدن الرئيسية.
وأغلقت الشرطة طرقا رئيسية قرب مقار عسكرية وأمنية وسط العاصمة نواكشوط.
ولوحظ وجود دوريات أمنية للشرطة والحرس والدرك في مناطق مختلفة من العاصمة نواكشوط.
مخاوف من التزوير
وقد عبر المرشح بيرام الداه اعبيد – أحد أبرز المنافسين لمرشح السلطة – عن قلقه مما قال إنها محاولات للتزوير.
وقال في تصريح عقب الإدلاء بصوته في أحمد مراكز التصويت في نواكشوط، إن لجنة الانتخابات "سلمت بطاقات تصويت بطريقة خارجة عن القانون لأنصار مرشح السلطة".
من جهته حذر زعيم المعارضة ومرشح حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" المعارض حمادي ولد سيد المختار، من أي محاولة للتزوير.
وقال في تصريحات صحفية عقب الإدلاء بصوته: "هذه اللحظة هي لحظة يقظة وانتباه، ولحظة إصرار على التغيير، ولحظة هدوء ومطالبة الجميع بالهدوء والسكينة والوقار، والابتعاد عن الفوضى وكل ما يشوش على الناس".
أما المرشح أتوما سومارى فقال إن حملته رصدت خروقات في الساعات الأولى من عملية التصويت، مضيفا أن بعض المراكز تم إغلاقها بعد رصد حالات تصويت متعددة لنفس الناخبين، حيث تم تسجيل ناخبين يصوتون أربع مرات في نفس المركز.
وأوضح المرشح أن هذه الخروقات تؤثر سلباً على نزاهة وشفافية العملية الانتخابية.
استعداد للاعتراف
مرشح السلطة الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني، عبر عن استعداده للاعتراف بنتائج الانتخابات، مؤكدا حرصه على شفافية الانتخابات ونزاهتها.
وأضاف الغزواني بعد الإدلاء بصوته، أن الكلمة الفاصلة تبقى للشعب الموريتاني، الذي سيحدد رئيس البلاد للسنوات الخمس القادمة، مشدداً على أن الفائز الأول في هذه الانتخابات هو الشعب الموريتاني والديمقراطية.
وتحظى هذه الانتخابات بمراقبة دولية ممثلة في الاتحاد الأفريقي والمنظمة الدولية الفرانكفونية، والسفارة الأمريكية، فيما أعلن مرصد مراقبة الانتخابات في موريتانيا نشر 600 مراقب في عموم البلاد.
ويحتدم التنافس في هذه الانتخابات بين 3 مرشحين أبرزهم الرئيس الحالي المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث تشير توقعات المراقبين إلى أنه الأقرب للفوز.
ويعتبر الناشط الحقوقي بيرام الداه ولد اعبيد، وزعيم المعارضة حمادي ولد سيد المختار، المنافسين الرئيسين للغزواني.
ويتوقع أن تعلن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، النتائج الأولية، مساء غد الأحد، على أن تعلن النتائج بشكل رسمي من طرف المجلس الدستوري.