اندلعت
اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ويهود متشددين دينيا (حريديم)، الأحد، خلال مظاهرة
شارك فيها عشرات الآلاف منهم بالقدس؛ رفضا لمحاولات تجنيدهم في
الجيش، وفق إعلام عبري.
وجاءت
المظاهرة الحاشدة بهدف حث أعضاء الكنيست الحريديين في الائتلاف الحكومي، على عدم الانخراط
في مداولات مع شركائهم في حكومة بنيامين
نتنياهو، والامتناع عن التوصل إلى حلول وسط
يتم من خلالها تجنيد طلاب المدارس الدينية.
ومنذ
شهور، يعاني الجيش الإسرائيلي من نقص في عدد جنوده؛ بسبب حربه المتواصلة على قطاع غزة
منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وعملياته المكثفة بالضفة الغربية المحتلة، ومواجهاته
مع "حزب الله" عبر حدود لبنان.
وقالت
هيئة البث (رسمية) وصحيفة "يديعوت أحرنوت" (خاصة)؛ إن اشتباكات عنيفة اندلعت
في القدس بين الشرطة ومحتجين متدينين، خلال مظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف منهم ضد
محاولات تجنيدهم بالجيش.
وهاجم
متظاهرون سيارة وزير الإسكان يتسحق غولدنوف، ورشقوه بالحجارة، متهمين إياه بالتواطؤ
لتجنيد "
الحريديم".
كما
هاجم المتظاهرون مركبة وزير الصحة الأسبق، يعقوب ليتسمان ("يهدوت هتوراه")
الذي رشقوا سيارته بالحجارة؛ وقال ليتسمان في تصريحات لهيئة البث الإسرائيلية
("كان 11")، "أنا بخير، لقد نجوت بمعجزة. السيارة تحطمت".
واتهم
المتظاهرون قادة الأحزاب الحريدية بـ"التواطؤ" لتجنيد الحريديين، وأشارت
التقارير إلى "اضطرابات غير عادية شارك فيها أيضا العديد من الأطفال والمراهقين"،
حيث أضرم المتظاهرون النار في حاويات قمامة، واعتدوا على الأملاك العامة.
وهتف
المتظاهرون "نازيون" و"شيكسا" (كافرون باللغة اليديشية).
ووصلت
وحدة الخيالة الشرطية في محاولة لتفريق المظاهرة، وعلى الرغم من العنف الذي شهدته المظاهرة،
اكتفت الشرطة باعتقال خمسة أشخاص، بحسب ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت"
عبر موقعها الإلكتروني (واينت).
وفي
وقت لاحق، تفرق مئات المتظاهرين في مناطق وأحياء حريدية مختلفة في القدس، وبعد عدة
محاولات، أوقفت الشرطة جهودها لتفريق المتظاهرين الذين استمروا في إحداث أضرار وإشعال
النيران في البنى التحتية، بحسب "واينت".
والثلاثاء،
قررت المحكمة العليا بالإجماع حث الدولة على وجوب تجنيد "الحريديم" في الجيش،
وهي قضية خلافية منذ سنوات.
ويعتمد
بقاء حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على دعم الحزبين الدينيين "شاس"
و"يهدوت هتوراه"، وهما المتضرران الأساسيان من قرار المحكمة.
وفيما
تعارض الأحزاب الدينية تجنيد "الحريديم"، فإن الأحزاب العلمانية والقومية
تؤيّده؛ ما يتسبب لنتنياهو بإشكالية تهدد ائتلافه الحاكم.
ويشكل
"الحريديم" نحو 13 بالمئة من عدد السكان وهم لا يخدمون في الجيش، ويقولون؛ إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة للحفاظ على هوية الشعب الإسرائيلي.
ويُلزم
القانون كل إسرائيلي وإسرائيلية فوق 18 عاما بالخدمة العسكرية، ولطالما أثار استثناء
"الحريديم" من الخدمة جدلا طوال العقود الماضية.