أعلن الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان عن تكليف وزير خارجيته هاكان فيدان بالترتيب لاجتماع مع رئيس النظام السوري
بشار الأسد في
تركيا أو في دولة ثالثة، موضحا أنه وجه نداء إلى دمشق قبل أسبوعين من أجل عقد لقاء بين الجانبين.
وقال أردوغان خلال تصريحات صحفية على هامش قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في واشنطن، مساء الخميس، "دعوت السيد الأسد قبل أسبوعين إما للمجيء إلى بلدنا أو لعقد هذا الاجتماع في بلد ثالث".
وأضاف: "كلفت وزير خارجيتنا بهذا الشأن، وهو بدوره سيتواصل مع نظرائه للتغلب على هذه القطيعة والمضي قدما في بدء عملية جديدة".
وتأتي تصريحات الرئيس التركي في إطار المساعي التركية الحثيثة الرامية إلى تطبيع العلاقات مع النظام السوري، بعد قطيعة استمرت نحو 12 عاما بسبب رفض أنقرة للعنف الذي قابل به النظام الاحتجاجات الشعبية بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011.
والأربعاء، قال أردوغان إن غاية بلاده الأساسية "أن تكون الأراضي السورية خالية تماما من الإرهاب، وأن تصبح دولة مزدهرة يحكمها السوريون، بدلا من أن تكون ساحة تتصارع فيها القوى الإقليمية والعالمية".
وقبل ذلك، تحدث أردوغان عن انتظار بلاده اتخاذ بشار الأسد خطوة لتحسين العلاقات معها، حتى تستجيب "بالشكل المناسب"، مشيرا إلى أن أنقرة قد توجه دعوة للأسد في أي لحظة.
كما شدد على عدم وجود سبب يمنع بلاده من إقامة علاقات دبلوماسية مع النظام السوري، مبينا أنه من الممكن رفع تلك العلاقات أيضا إلى المستوى العائلي مع "السيد" الأسد، في إشارة إلى العلاقات القوية التي جمعت البلدين قبل الثورة السورية عام 2011.
وأثارت المساعي التركية المتسارعة للتطبيع مع النظام، مخاوف اللاجئين السوريين في تركيا من إعادتهم إلى بلادهم في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية والاجتماعية جراء الحرب.
وتعاني
سوريا من صراع داخلي منذ انطلاق الثورة السورية في 15 آذار/ مارس 2011، التي تحولت بفعل العنف والقمع الوحشي الذي قوبلت به من قبل النظام السوري إلى حرب دموية، أسفرت عن مقتل مئات الآلاف ودمار هائل في المباني والبنى التحتية، بالإضافة إلى كارثة إنسانية عميقة لا تزال البلاد ترزح تحت وطأتها، وسط تقارير حقوقية ودولية تفيد بعدم وجود بيئة آمنة لعودة اللاجئين.