أطلقت
الشرطة في
بنغلادش النار بالرصاص
الحي على المتظاهرين في العاصمة دكا، السبت، على ما أفاد به صحفي في وكالة "فرانس
برس" في الموقع.
وأصيب شخص على الأقل وسط تجمع آلاف المحتجين
في حي رامبورا السكني، متحدين حظرا للتجول أعلنته الحكومة ودخل حيز التنفيذ في منتصف
ليل الجمعة السبت لمحاولة احتواء الاضطرابات.
وأصيب ما لا يقل عن 300 شرطي بجروح خلال
المواجهات التي وقعت الجمعة مع متظاهرين في عدة مواقع من عاصمة بنغلادش، على ما أفاد به متحدث باسم شرطة دكا لوكالة "فرانس برس" السبت.
وقال المتحدث فاروق حسين إن "150 شرطيا
على الأقل نقلوا إلى المستشفى وتلقى 150 آخرون العناية الأولية"، مشيرا إلى أن
قوات حفظ النظام تواجهت مع "مئات آلاف" المتظاهرين في صدامات أوقعت 105 قتلى
على الأقل وفق تعداد لوكالة فرانس برس.
فرض حظر التجول وانتشار الجيش
والجمعة أعلنت رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة
حسينة، فرض حظر للتجول في كل أنحاء البلاد ونشر قوات الجيش لحفظ الأمن بعد أيام
من
الاحتجاجات الطلابية الدامية.
وقال المتحدث باسم مكتب رئيسة الوزراء نعيم
الإسلام خان، إن "الحكومة قررت فرض حظر للتجول ونشر الجيش لمساعدة السلطات المدنية".
وأسفرت الاضطرابات هذا الأسبوع عن مقتل
105 أشخاص، وفق إحصاء لوكالة "فرانس برس" بالاستناد إلى بيانات المستشفيات،
كما أن التظاهرات الطلابية باتت تشكل تهديدا غير مسبوق لحكم الشيخة حسينة المستمر منذ
15 عاما.
وفي وقت سابق، الجمعة، اقتحم متظاهرون في
بنغلادش سجنا وأطلقوا سراح مئات من نزلائه قبل أن يضرموا النار في المبنى، بينما سعت
الشرطة لقمع التظاهرات التي عمت البلاد وخصوصا في العاصمة دكا رغم فرضها حظرا على التجمعات.
واقتحم طلاب متظاهرون سجنا في منطقة نارسينغدي
بوسط البلاد وحرروا مجموعة من نزلائه قبل أن يضرموا النار فيه، بحسب ما أفاد به ضابط شرطة
لوكالة "فرانس برس" طلب عدم كشف هويته.
وقال الضابط: "لا أعلم عدد السجناء،
لكنه قد يكون بالمئات".
واتخذت شرطة دكا إجراء بحظر جميع التجمعات
العامة، الجمعة، للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات، في محاولة لمنع يوم آخر من العنف.
وقال قائد الشرطة حبيب الرحمن: "حظرنا
جميع التجمعات والمواكب والتجمعات العامة في دكا اليوم"، مضيفا أن هذه الخطوة
ضرورية لضمان "السلامة العامة".
ولم يمنع ذلك جولة أخرى من المواجهات بين
الشرطة والمتظاهرين في أنحاء المدينة التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة، على الرغم
من حجب الإنترنت بهدف منع المحتجين من تنظيم تجمعات.
استقالة
وقال سروار توشار الذي أصيب عندما فرقت
الشرطة بعنف تظاهرة في العاصمة كان يشارك فيها: "احتجاجنا سيستمر".
وأضاف: "نريد استقالة الشيخة حسينة
على الفور. الحكومة مسؤولة عن عمليات القتل".
وكان إطلاق الشرطة النار سببا في أكثر من
نصف الوفيات المبلغ عنها هذا الأسبوع، بناء على توصيفات أعطاها موظفو المستشفى.
والخميس، اتهمت الشرطة في بيان "الكفار"
بـ"إحراق وتخريب وتدمير" مبان رسمية بما في ذلك مبنى التلفزيون الحكومي
"بي في تي"، بعد انقطاع "شبه كامل" للإنترنت في جميع أنحاء البلاد.
وقال المتحدث باسم شرطة دكا فاروق حسين
إن "مئة شرطي أصيبوا خلال الاشتباكات" الخميس كما أنه تم "إحراق نحو خمسين
مركزا للشرطة".
وأضاف أن الشرطة اعتقلت أحد قادة المعارضة
الرئيسيين في دكا روح الكبير رضوي أحمد، زعيم الحزب القومي البنغلادشي، بدون تقديم
تفاصيل عن أسباب اعتقاله.
وأشار حسين إلى أنه "يواجه مئات القضايا"،
بدون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.
وتهدف التظاهرات شبه اليومية التي انطلقت
مطلع تموز/ يوليو إلى إنهاء نظام الحصص في القطاع العام الذي يخصص أكثر من نصف الوظائف
لمجموعات محددة خاصة لأبناء قدامى المحاربين في حرب التحرير ضد باكستان عام 1971.
ويطالب الطلاب بالتوظيف على أساس الجدارة،
معتبرين أن هذا النظام يعطي الأفضلية لأبناء أنصار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة التي
تحكم البلاد منذ عام 2009 ويتهمها المعارضون بالرغبة في القضاء على كل المعارضة لتعزيز
سلطتها.
وتتهم جماعات حقوق الإنسان حكومة الشيخة
حسينة بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لتعزيز قبضتها على السلطة، بما في ذلك القتل خارج
نطاق القضاء لنشطاء المعارضة.
وأمرت إدارتها هذا الأسبوع بإغلاق المدارس
والجامعات إلى أجل غير مسمى في الوقت الذي كثفت فيه الشرطة جهودها للسيطرة على الوضع
المتدهور في مجال القانون والنظام.
منع أي اتصالات
وتكثف الحراك في الأيام الماضية واندلعت
اشتباكات في عدة مدن بينما هاجمت شرطة مكافحة الشغب الطلاب الذين أقاموا حواجز بشرية
على المحاور الرئيسية.
وقال الطلاب إنهم عازمون على مواصلة الاحتجاجات
على الرغم من إلقائها خطابا وطنيا عبر محطة الإذاعة الحكومية المتوقفة حاليا، سعيا
لتهدئة الاضطرابات.
وأمرت السلطات هذا الأسبوع بإغلاق المدارس
والجامعات إلى أجل غير مسمى مع تدهور الوضع.
وذكرت قناة "إندبندنت" التلفزيونية
أن ما يقرب من نصف مقاطعات بنغلادش البالغ عددها 64 شهدت اشتباكات الخميس.
ولا تزال خدمة الإنترنت مقطوعة في البلاد
وفقا لمنظمة نيتبلوكس للدفاع عن حرية النفاذ للشبكة الإلكترونية ومقرها لندن. وكتبت
المنظمة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "إن الاضطرابات تمنع العائلات من
التواصل وتقوض الجهود لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان".