سلط المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل؛ الضوء على الأسباب التي جعلت
نتنياهو يؤخر إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، في ظل حالة التعنت التي يبديها حيال هذا الموضوع.
وقال هرئيل في تحليل له، إن نتنياهو ينتظر انتهاء الدورة الصيفية للكنيست في بداية الأسبوع القادم، وعندها سيخرج
الكنيست إلى العطلة ولا يمكن إسقاط الحكومة التي تحتاج إلى انعقاد الكنيست.
كما يعتقد نتنياهو أن "معارضة أحزاب اليمين المتطرف في الائتلاف، قوة يهودية والصهيونية الدينية، تصبح أقل أهمية" في ظل عطلة الكنيست.
وحول
الصفقة، يعتقد هرئيل أن نتنياهو تنتظره عقبات صعبة إذا اختار طريق الصفقة، في مقدمتها تحرير مئات السجناء الفلسطينيين "الهامين"، مشددا على أن الأمر المشكوك فيه أن يبقى لـ"إسرائيل" حق فيتو حقيقي حول هوية الأسرى الكبار من بينهم.
والعقبة الأخرى، وفق هرئيل، ترجيح مقتل أكثر من نصف الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، مشيرا إلى أن مشهد التوابيت التي ستعاد من القطاع سينقش في ذاكرة الجمهور، مع الإدراك بأن إدارة أكثر نجاعة للمفاوضات من ناحية نتنياهو، كانت ستمكن من عودة المزيد من المحتجزين الأحياء.
إجازة الكنيست
ويبدأ الكنيست إجازته الصيفية في الـ28 من الشهر الجاري وتستمر ثلاثة أشهر متواصلة.
ويعقد الكنيست فصلا تشريعيا واحدا سنويا يتضمن دورتين، واحدة في الشتاء والأخرى في الصيف، تستمران معا مدة ثمانية أشهر تقريبا.
ويمكن للحكومة أن تدعو الكنيست إلى جلسة طارئة خلال فترة عطلة الكنيست، ويمكن أيضا القيام بذلك إذا أعرب 25 عضو كنيست عن موافقتهم خطيا على عقد جلسة.
وعلى مدى أشهر تحاول جهود وساطة تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر التوصل إلى اتفاق بين
دولة الاحتلال وحركة حماس يضمن تبادلا للأسرى من الجانبين ووقفا لإطلاق النار، يفضي إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني.
غير أن جهود الوساطة أعيقت على خلفية رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب حماس بوقف الحرب.
وبدعم أمريكي، أسفر العدوان المستمر على قطاع غزة عن أكثر من 129 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.