"هل يمكنك أن تفكر في أي قوانين تمنح الحكومة السلطة لاتخاذ قرارات حول جسد الذكر؟"، هذا سؤال تتكون مفرداته باللغة الإنجليزية من 19 كلمة، استخدمته الصحفية الأمريكية مونيكا هيس، لتشرح من هي كامالا
هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي جو
بايدن، والمرشحة لتكون خليفة له بعد انسحابه.
وقالت الصحفية في مقال نشرته في صحيفة
"واشنطن بوست"؛ إنه "من الممكن تلخيص كل ما تحتاج معرفته حول الترشيح الرئاسي لكامالا هاريس في 19 كلمة، نطقتها في جلسات تعيين القاضي بريت كافانو في عام 2018".
حينها، كانت هاريس عضوا في مجلس الشيوخ من كاليفورنيا وتخدم في اللجنة القضائية، وبعد أن أمضت عدة دقائق دون جدوى لتحديد رأي القاضي ومرشح
ترامب للمحكمة العليا حينها، بريت كافانو، في قضية "رو ضد ويد" (قضية رُفعت في تكساس وصدر فيها حكم عام 1973، حصلت بموجبه النساء على الحق بالإجهاض)، غيّرت كامالا تكتيكها بالسؤال: "هل يمكنك أن تفكر في أي قوانين تمنح الحكومة السلطة لاتخاذ قرارات حول جسد الذكر؟".
وعندما أعرب كافانو عن ارتباكه، كررت سؤالها المكون من 19 كلمة باللغة الإنجليزية: "هل يمكنك التفكير في أي قوانين تمنح الحكومة سلطة اتخاذ القرارات بشأن جسد الذكر؟".
وأجاب كافانو حينها: "أنا لا أفكر في أي منها الآن".
ولفتت الكاتبة إلى أن استجواب هاريس انتقل بعد تلك الإجابة إلى مواضيع أخرى، لكن "تلك اللحظة هي ما قضت النساء بقية اليوم في الحديث عنه"، حسب هيس.
وأوضحت الكاتبة أنه كان من الواضح حينها أن كافانو لم يكن يخطط للكشف عن رأيه المهني بشأن شرعية الإجهاض، لذلك ذهبت هاريس بدلا من ذلك مباشرة إلى قلب الأمر.
وأضافت الكاتبة أنه في الساعات الأولى من إعلان الرئيس بايدن يوم الأحد بأنه سيؤيد هاريس كمرشحة ديمقراطية، يبدو أن الجميع لديهم رأي حول الطريقة التي ينبغي أن تقود بها هاريس حملتها، هل يجب عليها أن تذكّر جمهور الناخبين بأنها كانت مدّعية عامة سابقة، وتعرف بالضبط ما يجب فعله مع "مجرم" مثل دونالد ترامب؟ أم عليها أن تستند لأسلوب غير تقليدي بالاعتماد على التعليقات والمنشورات الجاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟، أم ربما، كل ما سبق.
وترى الكاتبة أن النسخة الأكثر إقناعا من كاملا هاريس، تتمثل في كونها "ممارِسة ذكية في قمة أدائها، تسأل الأسئلة الصحيحة حتى عندما لا تحصل على إجابات، بعيون واضحة وتركيز عال".