اعتبر أستاذ العلوم السياسية بالجامعات القطرية الدكتور محمد المسفر، أن
اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
إسماعيل هنية في طهران وقبله فؤاد شكر المستشار العسكري لأمين عام حزب الله في بيروت، نقطة تحول كبرى في تاريخ المنطقة، وأنه لا يمكن لطهران إلا أن ترد ردا قاسيا يوازي حجم الجرائم المرتكبة.
وقال المسفر في تصريحات خاصة لـ
"عربي21": "اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس كارثة ونقطة تحول في تاريخ المنطقة، الملاحظ المهم أن الأمر يتعلق باغتيال قيادي بارز مدني وليس عسكريا ولا يحمل بندقية في عاصمة دولة حضرها بدعوة رسمية منها لحضور احتفالات تتويج الرئيس الإيراني، ويتم اغتياله بعد ساعات قليلة من إلقاء خطاب التتويج".
وأضاف: "الملاحظ أيضا أن الاستجابة في العالم العربي رغم أن الاغتيال تم الإعلان عنه الثالثة فجرا بتوقيت الشرق الأوسط، ولم يحدث أي رد فعل من عاصمة عربية إما بالإدانة أو باتخاذ موقف سياسي خصوصا من دول الوساطة بين الاحتلال والمقاومة.. وهل ستمضي في هذه المفاوضات؟ ومن هو المفاوض؟".
وتابع: "الملاحظة الأخرى أن أمريكا تقول إنها تلقت الخبر وعلمت به بعد وقوعه، بينما تؤكد المؤسسات الإسرائيلية بأنها أعلمت السلطات الأمريكية بذلك فلم تمنعها عن القيام بذلك على الرغم من أنهم على أبواب انتخابات رئاسية وإدارة أمريكية جديدة، بل وتدعو إلى التهدئة وعدم توسيع الحرب".
ورأى المسفر أن "اغتيال قيادة عسكرية بارزة في بيروت ثم رئيس مكتب سياسي في طهران، دون أن يكون لها ردة فعل في أي من العواصم العربية إلا صنعاء وهي سلطة غير معترف بها.. أمر مربك ومحير للغاية".
وحول الرد الإيراني المرتقب، قال المسفر: "أنا أتوقع إيران كما يقولون بأنها ستثأر لهذا، ولكن إلى أي مدى وما هو دوره؟ دائما تضرب إيران في خواصرها إما في العراق أو في اليمن أو في سوريا وتقول طهران إنها لن تسكت عن هذا الموقف.. أما الآن فقد تم اغتيال زعيم حركة لها دور مؤثر في العالم وجاءها بدعوة منها، أعتقد أنها إن لم ترد فإنها ستدين هي نفسها، ولذلك يجب أن يكون الرد الإيراني ردا قاسيا على ما جرى في بيروت وطهران في آن واحد"، وفق تعبيره.
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأربعاء، اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران.
وقالت الحركة، في بيان، إنها "تنعى لأبناء الشعب
الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية رئيس الحركة، الذي قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد".
وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بمقتل إسماعيل هنية في طهران، موضحا أن التحقيق جار في عملية الاغتيال وأنه ستم الإعلان عن النتائج قريبا.
وكان آخر ظهور لهنية في طهران أثناء حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مساء الثلاثاء.
وهنية أحد أبرز القادة السياسيين الفلسطينيين وأحد رموز حركة "حماس"، إذ شغل منصب رئيس الحكومة الفلسطينية في 2006-2007.
وانتخب لأول مرة رئيساً للمكتب السياسي لحماس في مايو/ أيار 2017، وأعيد انتخابه في 2021 لدورة ثانية تنتهي في 2025.
وقبل هنية، اغتالت إسرائيل في 22 مارس/ آذار 2004 مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، وعقب ذلك بأسابيع معدودة اغتالت خلفه عبدالعزيز الرنتيسي في 17 إبريل/ نيسان من نفس العام، ليخلفه هنية حينئذ في قيادة الحركة بغزة، وبعد 20 عاما يلحق بهم إلى عالم الآخرة.
اقرأ أيضا: حماس تعلن تفاصيل مراسم تشييع الشهيد هنية في الدوحة الجمعة