مضى يومان على قرار الحظر الرئاسي الكولومبي، الذي
يمنع تصدير
الفحم للاحتلال الإسرائيلي اعتبارا من 18 آب/ أغسطس الجاري، بسبب حرب
الإبادة التي يشنها
الاحتلال على قطاع
غزة منذ أكثر من 10 شهور.
وأعرب الرئيس الكولومبي عن رفضه القاطع للحرب
الإسرائيلية في قطاع غزة، وقال معلقا على قرار الحظر: "إسرائيل تصنع بالفحم
القنابل لتقتل أطفال غزة".
مزيج للطاقة
ومن إجمالي مزيج الطاقة اللازم لتوليد الكهرباء لدى
الاحتلال الإسرائيلي تبلغ حصة الفحم قرابة الـ25 بالمئة، بينما النسبة المتبقية تتمثل
بالغاز الطبيعي، الذي أصبح منذ 2017 أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في "إسرائيل".
إلا أن
كولومبيا تعتبر أكبر مزود للفحم إلى "إسرائيل"،
بمتوسط صادرات سنوية تتجاوز الـ450 مليون دولار، كما أن الدولة الجنوب أمريكية هي
سادس أكبر منتج للفحم في العالم.
وتم الإعلان عن حظر صادرات الفحم إلى إسرائيل لأول
مرة في يونيو/ حزيران الماضي، عندما كتب الرئيس غوستافو بيترو على منصة X أن بلاده ستعلق صادرات الفحم إلى
إسرائيل "حتى تتوقف الإبادة الجماعية” في غزة.
ووقع الرئيس على القرار في 14 أغسطس، ودخل حيز
التنفيذ بعد 5 أيام من التوقيع (الأحد الماضي)، ويعني أن الشركات ستمنع من توقيع
أية عقود جديدة مع أية جهة إسرائيلية لتوريد الفحم لها.
مصادر بديلة
وبحسب نص القرار، فإن "إسرائيل" ستكون
أمام البحث عن مصادر بديلة لتوريد الفحم، بعد انتهاء العقود مع كولومبيا، في
محاولة لتلبية الطلب السنوي على مصدر الطاقة الأحفوري.
القرار الرئاسي أثار خشية شركات التعدين العاملة في
كولومبيا، والتي ألمحت إلى أن اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين تمنع أي قرارات
أحادية الجانب قد تؤثر على الجانب الآخر.
وفي 2020 أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
والرئيس الكولومبي حينها إيفان دوكي، اتفاقية التجارة الحرة بين إسرائيل وكولومبيا.
وفي يونيو/ حزيران الماضي عندما أُعلن عن عزم
كولومبيا الحظر، فقد حذرت جمعية صناعة التعدين الكولومبية من أن الحظر من شأنه أن يضر
باقتصاد البلاد ويثبط الاستثمار الأجنبي، ويؤثر على اتفاقية التجارة الحرة بين
البلدين.
وقالت الجمعية في بيان في ذلك الوقت: “هذا القرار لن
يتوافق مع الالتزامات الدولية من جانب كولومبيا والتي يجب احترامها، ويعرض ثقة
الأسواق والاستثمار الأجنبي للخطر”.
ومن أبرز الخيارات أمام إسرائيل لتوريد الفحم، الصين
التي تعتبر أكبر مصدّر للسلع إلى إسرائيل، بينما قد تكون الهند خياراً آخر، إلا أن
الواردات من آسيا تواجه أزمة.
فالهجمات التي تشنها جماعة الحوثي في البحر الأحمر على
أي سفن مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة وبريطانيا منذ نوفمبر/ تشرين
ثاني الماضي، قد تدفع تل أبيب للبحث عن بديل يورد الفحم إلى سواحل البحر المتوسط.
و”تضامنا مع غزة” في مواجهة الحرب الإسرائيلية
المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، باشرت جماعة “الحوثي” منذ
نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر
الأحمر بصواريخ ومسيّرات.