دعا الجنرال الإسرائيلي غيورا آيلند، اليوم
الأربعاء، إلى تشديد
الحصار العسكري على مدينة
غزة وشمال القطاع، وهو صاحب فكرة
توطين الفلسطينيين في سيناء.
وقال الضابط الإسرائيلي السابق آيلند في المقال
الافتتاحي بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "المستوى السياسي أو
الجيش الإسرائيلي قضى بالقطع في بداية الحرب أن الضغط العسكري وحده سيسمح بتحقيق
الأهداف".
واستدرك بقوله: "لكن سبب عدم النجاح ليس لأن
العملية العسكرية فشلت، بل إن العملية تنفذ كما ينبغي، غير أنها وحدها لا تسمح بتحقيق
الأهداف"، مضيفا أن "إسرائيل تخلت منذ بداية الحرب عن جهدين مهمين،
الأول سياسي، والثاني هو الضغط الاقتصادي".
وأوضح أن "الأمر الوحيد الذي يمكن أن يقنع حماس
للموافقة على صفقة هو إنهاء الحرب، لأن مثل هذا الإنهاء يعني انتصارها واستمرار
بقائها في الحكم"، مضيفا أن "حماس وافقت قبل أشهر على صيغة بسيطة، تتمثل
في إعادة جميع الأسرى مقابل إعلان رسمي بأن الحرب انتهت، وانسحاب الجيش الإسرائيلي
من القطاع".
وأشار إلى أن "نتنياهو لم يكن مستعدا لذلك، وأصر
على أن الحرب يمكنها أن تستمر، ومن هنا نشأت صيغة سيئة لإسرائيل وسيئة لحماس"،
مبينا أنه "من ناحية إسرائيل فهي لا تضمن عودة كل المخطوفين، ومن ناحية حماس
هي لا تضمن إنهاء الحرب".
وتابع متسائلا: "ما العمل إذن؟ الخطوة التي كان
من الصواب عملها منذ تشرين الثاني. مع استكمال "محور نتساريم" تحيط قوات
إسرائيلية بكل شمال القطاع. الأمر يخلق ظروفا كاملة لفرض حصار على هذا القسم من
قطاع غزة. بخلاف الأقوال غير المسنودة، فإن الحصار هو ليس فقط آلية مسموحا بها حسب
قوانين المواجهة المسلحة بل إنها بحسب وثيقة رسمية من وزارة الدفاع الأمريكية آلية
مفضلة".
وأردف قائلا: "حسب هذه الوثيقة مسموح التجويع
حتى الموت للعدو من خلال منع تام لدخول المياه، والغذاء والوقود إلى المنطقة
المحاصرة. الشرط الوحيد هو إعطاء السكان المدنيين الوقت الكافي للخروج من هذه
المنطقة. وبالفعل كان يمكن للجيش الإسرائيلي وينبغي له أن يبلغ نحو 300 ألف مواطن
في شمال القطاع بأن عليهم أن يخرجوا من هناك في غضون أسبوع، في ختامه لن يتم إدخال
أي شيء إلى المنطقة. ولا يتبقى لـ 5 آلاف مسلح الذين يوجدون هناك إلا إمكانيتان:
الموت أو الاستسلام".
وأكد أن "هذا الإنجاز سيسمح، وبتأخير كبير،
البدء والمبادرة أيضا بوجود البديل السلطوي، في المرحلة الأولى، في شمال القطاع.
فضلا عن ذلك، فإن مثل هذا العمل ضروري إذا كنا نريد أن نغير الواقع الصعب الذي
علقنا فيه في الحرب وانتشر بعد ذلك إلى ساحات أخرى".
وختم قائلا بأن "معظم الانتباه موجه إلى ساحة
لبنان وإلى إيران. لكن العملية هذا الأسبوع في كدوميم، ومحاولة العملية القاسية في
تل أبيب والواقع الذي باتت فيه مناطق الضفة مغمورة بالسلاح، بالمواد المتفجرة، كل
أولئك يخلقون خطرا كبيرا بقدر لا يقل. إذا لم نعرف كيف نغير الواقع في الحرب في
غزة، فسيصعب علينا أكثر التصدي لتلك الساحات الإضافية. إن السبيل لتغيير الواقع في
غزة هو أن نفعل اليوم ما كان صحيحا أن نفعله منذ زمن بعيد".