رحل عن عالمنا أحد
حراس الهوية
المصرية وصاحب مقولة "كلنا مطالبون بإعادة الروح المصرية وفكرة الوطن في
أعمال تشوفها تقول دي مصر"،
الفنان التشكيلي حلمي التوني عن عمر يناهز الـ 90
عاما.
وخيم الحزن على
الوسط الفني والثقافي المصري بعد أن نعاه وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، في
بيان على صفحات الوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال إن "الراحل كان
أحد
حراس الهوية المصرية، وشكّل وجدان جيل بأكمله بأعماله الخالدة".
وتابع البيان: "رحل تاركا بصمات لن تمحى على الساحة الفنية من خلال أعماله المتميزة، والتي أسهمت
في إثراء الثقافة البصرية على مدار عقود، وقدم التعازي لأسرته وكل محبيه وتلامذته".
كما نعاه عدد من
الفنانين والروائيين على رأسهم وزير الثقافة السابق والفنان التشكيلي فاروق حسني
عبر حسابه على فيسبوك داعيا له بالرحمة والمغفرة، وكتب: "أنعى بمشاعر الحزن
والأسى الفنان الكبير حلمي التوني الذي أثرى الحركة الفنية التشكيلية بإبداعاته
المتميزة، سائلاً الله أن يتغمده بواسع رحمته ويؤنسه برحابه ويسكنه فسيح جناته
ويلهم أسرته وأصدقاءه ومحبيه وتلامذته الصبر والسلوان".
وعلى مدار أكثر
من نصف قرن، أثرى التوني الفن التشكيلي المصري بإبداعاته ورسوماته، إلى جانب أغلفة
الكتب وصفحات المجلات التي أدخل القراء من خلالها إلى عوالم مختلفة.
وأقام العديد من
المعارض على المستوى المحلي والدولي، آخرها معرض "يحيا الحب" بجاليري
"بيكاسو" في الزمالك في آذار/ مارس 2024، ويقتني متحف الفن المصري
الحديث بالقاهرة عددا من لوحاته.
المولد والدراسة
ولد الفنان
المصري في محافظة بني سويف عام 1934، وحصل على شهادة البكالوريوس من كلية الفنون
الجميلة تخصص ديكور مسرحي، كما درس فنون الزخرفة.
يعد التوني أحد
أعمدة الفن التشكيلي المصري، شكلت أعماله ركيزة رسمت ملامح الهوية المصرية، حيث
تأثر بنشأته في صعيد مصر بمحافظة بني سويف قبل أن ينتقل إلى القاهرة.
عمل في مؤسسة
دار الهلال مشرفا على المجلات، وظهرت رسومه في مجلتي "سمير"
و"ميكي" للأطفال. كما ساهم في إخراج مجلة "المسرح والسينما"،
وتعاون مع كبرى دور النشر في تصميم أغلفة الكتب وإخراجها فنيا، لا سيما مؤلفات
الأديب المصري نجيب محفوظ.
ورأس تحرير مجلة
"وجهات نظر" الشهرية، وأقام عشرات المعارض الفردية في معظم الدول
العربية، وشارك في معارض جماعية عربيا ودوليا.
وكان الفنان
المصري يستخدم الرموز والأفكار الشعبية ذات الدلالة في رسوماته، مثل التعبير عن
الخصوبة بالسمك، والحب بالورد، والعدالة بالسيف، كما كان مشغولا في أعماله بالتراث
الشعبي المصري بتنوعاته الإسلامي والقبطي والفرعوني.
المرأة في أعمال
التوني
يحتفي التوني بالمرأة
في أغلب لوحاته، حيث استحوذت المرأة على جزء كبير من أعماله، ويجعلها رمزاً لكل جمال
يمكن أن تستشعره، بخلاف الرجل، الذي من الممكن معاقبته بالسخرية منه ومن أفعاله.
فلا تخلو أعماله
من وجود المرأة والمزج بينها وبين الطبيعة، معبرا كذلك عن قوة المرأة المصرية من
خلال لوحات استوحاها من المرأة الفرعونية دلالة على قوتها على مدار التاريخ.
ثورة 25 يناير
أقام التوني
معرضا فنيا أواخر كانون الثاني / يناير 2011 في ثورة 25 يناير بعنوان "كان
يا مكان"، بلوحات معبرة عن مصر قبل الثورة وبعدها، وقد جاء في كلمته المطبوعة
في المعرض.. "كانت المفاجأة! خلال ذلك وقبل ذلك كنت أعيش هذه الحالة الحزينة مع
جميع المصريين.. وكانت لوحاتي ـ خاصة السنة الأخيرة ـ فيها الكثير من الحزن والأسى..
وبعض النقد المغلف بالسخرية أحيانا.. وأيضا بعض التنبؤ.. وربما بعض التمني! ثم تبدلت
الأحوال من اليأس إلى الأمل، ومن الإحباط إلى الفرح، فكانت لوحات القسم الأكبر من هذا
المعرض".
الجوائز
نال التوني العديد
من الجوائز المحلية والعالمية، منها.. جائزة سوزان مبارك في التميز للرسم لكتب الأطفال
ثلاث مرات. جائزة الأمم المتحدة "اليونيسيف" عن ملصقه للعام الدولي للطفل
1979. جائزة معرض بيروت الدولي للكتاب لمدة ثلاث سنوات متتالية منذ 1977 حتى 1979،
بميدالية معرض (لايبزغ) الدولي لفن الكتاب، الذي يقام مرة كل 6 سنوات. جائزة معرض
(بولونيا) لكتب الأطفال 2002.