سياسة عربية

تعديلات بالمناهج الدراسية في الأردن تثير موجة من الانتقادات

التعديل الأخير سلط الضوء على تعديلات سابقة أثارت جدلا واسعا وشملت حذف آيات قرآنية- الأناضول
شهدت الأوساط الأردنية، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موجة من الانتقادات الحادة بسبب التعديلات الأخيرة التي طرأت على المناهج المدرسية للصفوف الأولى، حيث أثارت هذه التعديلات حفيظة العديد من المواطنين بعدما تم تداول صور من كتب جديدة تتضمن سيرا لمغنين ومغنيات مثل سميرة توفيق، ما اعتبروه انحدارا في مستوى المناهج وصناعة القدوات.

الانتقادات، لم تتوقف عند هذه الصور المتداولة، بل أعاد التعديل الأخير تسليط الضوء على جولات من التعديلات التي أثارت جدلا واسعا وشملت حذف آيات قرآنية وأحاديث نبوية وتقليص الدروس المتعلقة بالجهاد والاستشهاد والقضية الفلسطينية، وهي ملاحظات أسالت الكثير من الحبر منذ ذلك الحين ودفعت خالد الكركي الرئيس السابق للجامعة الأردنية وعضو مجلس أمناء المركز الوطني لتطوير المناهج عام 2019 لتقديم استقالته من المركز رفضا "للتدخلات الأجنبية في المناهج".

"الملاحظات أشمل بكثير"
وفي حديثها لـ"عربي21"، قالت الخبيرة التربوية والنائب في البرلمان الأردني هدى العتوم، إن "الخلل في المناهج يتعلق بنظرة شاملة وليس بصورة هنا أو درس هناك"، مبينة أن "هناك إيجابيات تتعلّق بالإخراج الفني وغيره".

وأشارت العتوم، إلى أنه ومنذ التعديلات الأبرز عام 2015 وما لحقها وصولا للتعديلات الأخيرة تم رصد - وبعد دراسة دقيقة للنسخ القديمة والحديثة- حذف مئات الآيات القرآنية وعشرات الأحاديث النبوية الشريفة وحذف مئات المواضع عن القيم وما يتعلق بالشواهد على فلسطين والجهاد والاستشهاد والعداء مع الاحتلال.

ولفتت العتوم، إلى تقرير صادر عام 2021 عن "رابطة مكافحة التشهير"، وهي منظمة داعمة للاحتلال وتعنى بتغيير المفاهيم في الصراع العربي الإسرائيلي؛ تحدث عن "تربية جيل لا يعرف معاداة العرب للصهاينة" ويمتدح جهود تغيير المناهج في دول عربية منها الأردن، واصفا إياه بأنه تغيير إيجابي.

وقالت العتوم، إنه "في وقت سابق كان يتعلم الطلاب خلال مراحل الدراسة الـ 12 عن 45 من أصحاب رسول الله، بينما بعد التعديل تم تقليصهم إلى 13 وأصبحنا نرى الحديث عن شخصيات ملحدة، كما جرى تقليص عدد أجزاء القرآن التي يتعلمها الطلبة خلال الفترة الدراسية من 14 جزءا بين حفظ وتفسير وتفكر وتلاوة إلى جزء واحد فقط".

وأشارت العتوم، وهي عضو سابق في نقابة المعلمين الأردنيين، إلى أن "هدف الإفراغ التدريجي للكتب الدراسية يدخل ضمن مخططات الدول المانحة التي تأتي من باب تقبل الشاذ والاحتلال الصهيوني، وهو الحال في جميع الدول العربية".

وتواصلت "عربي21" مع الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم الأردنية، عاصم العمري، للحصول على توضيحات بشأن هذه الانتقادات، إلا أنه لم يتم الرد على الاستفسارات حتى نشر هذا التقرير.

وفي مواجهة هذه الانتقادات، أصدر المركز الوطني لتطوير المناهج بيانا أوضح فيه أن "الكتب المدرسية الجديدة تخضع لعملية مراجعة مكثفة، حيث يتم عقد ورش عمل يشارك فيها معلمون ومشرفون تربويون من مختلف المحافظات".

وأشار البيان، إلى أن "المناهج تمر عبر عدة مجالس مختصة قبل إقرارها بشكل رسمي من وزارة التربية والتعليم".

وفيما يتعلق بمبحث التربية الفنية، أوضح المركز أن "هذا المبحث ليس جديدا، بل هو مبحث قديم يُدرس منذ عقود، لكن المستجد هو إصدار كتاب مستقل يغطي مجالات مثل الرسم والموسيقى والمسرح"، مضيفا أن هذه الكتب "تشمل موضوعات دينية وتراثية إلى جانب الأناشيد والأهازيج الشعبية والفنون البصرية، مما يعكس التراث الثقافي الأردني".

أما فيما يخص مسألة حذف الرموز الوطنية من المناهج، فقد أكد المركز أن "الكتب الجديدة تحتوي على سير العديد من الشخصيات الوطنية الأردنية، ومنها شهداء بارزون"، كما شدد على أن "مادة التربية الإسلامية لم تتجاهل آيات الجهاد، بل تتضمن دروسا تغطي هذه المفاهيم بشكل متكامل".

ودعا المركز الوطني لتطوير المناهج، إلى التأكد من صحة المعلومات قبل نشرها، مشددا على أهمية تقديم ملاحظات موضوعية بعيدة عن الاقتباسات المجتزأة.

وأكد المركز على أنه يفتح أبوابه أمام الجميع للنقاش والتواصل بشأن المناهج المدرسية، مشيرا إلى التزامه "بتعزيز القيم الوطنية والدينية في العملية التعليمية".