كشفت وكالة
رويترز نقلا عن مصدرين، عزم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الترحيب بإبرام اتفاق مع دولة
الاحتلال الإسرائيلي في حال عاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد
ترامب إلى البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني /نوفمبر المقبل.
وأضاف المصدران المطلعان على الاستراتيجية
السعودية، حسب رويترز، أن الاتفاق بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي سيمضي قدما أيضا في حال فازت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بالسباق الانتخابي.
ولفت المصدران المشار إليهما، إلى أن "الاتفاق يمثل فوزا متبادلا لمحمد بن سلمان، حتى لو تطلب بضعة أشهر أخرى من الصبر"، على حد تعبيرهما.
وفي 18 أيلول /سبتمبر الماضي، شدد ولي العهد السعودي على أن بلاده لن تقيم علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل" دون قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وأكد خلال كلمته في افتتاح أعمال السنة الأولى لمجلس الشورى في دورته الـ 9، أن القضية الفلسطينية تتصدر اهتمام البلاد، مجددا رفض المملكة وإدانتها الشديدة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
وكان مسار تطبيع العلاقات بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي أحرز تقدما ملحوظا، حسب تصريحات متبادلة من الجانبين، قبل بدء العدوان على قطاع
غزة في السابع من تشرين الأول /أكتوبر 2023، الذي تسبب في تراجع هذا المسار.
وكشفت رويترز، نقلا عن مصدر لم تسمه، أن جاريد كوشنر صهر ترامب، ناقش مع محمد بن سلمان خلال مفاوضات دبلوماسية بين السعودية والولايات المتحدة، عدة قضايا شملت دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت أن المناقشات جرت عدة مرات منذ مغادرة ترامب للبيت الأبيض في انتخابات عام 2020، إلا أن المصدر لم يوضح الإطار الزمني المحدد لهذه المناقشات، وما إذا كانت تزامنت مع العدوان على قطاع غزة أم سبقته.
ويرتبط كوشنر بعلاقة وثيقة مع السعودية، التي يقول محققون من الكونغرس الأمريكي إنها استثمرت ملياري دولار في شركته للاستثمارات الخاصة "أفينيتي بارتنرز"، التي أسسها صهر ترامب بعد مغادرة البيت الأبيض.
وقالت ثلاثة مصادر مقربة من كوشنر لرويترز، إنه في حال فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب مجددا بالانتخابات الرئاسية، فإنه من المتوقع أن يشارك كوشنر في المحادثات مع السعودية، وإن كان ذلك بصفة غير رسمية.
وفي حين لم تجب السفارة السعودية في
واشنطن على أسئلة رويترز حول المناقشات بين ولي العهد وصهر ترامب، نفى متحدث باسم كوشنر أنه يسعى إلى لعب دور في المحادثات.
وفي أواخر أيلول /سبتمبر الماضي، كشف وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، عن تشكيل "تحالف دولي" من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين.
وشدد على أن "الدفاع عن النفس لا يمكن أن يبرر قتل عشرات الآلاف من المدنيين وممارسة التدمير الممنهج، والتهجير القسري، واستخدام التجويع كأداة للحرب، والتحريض والتجريد من الإنسانية، والتعذيب الممنهج بأبشع صوره، بما في ذلك العنف الجنسي وغيرها من الجرائم الموثقة، وفقا لتقارير الأمم المتحدة".
من جانبه قال المحلل الإسرائيلي في صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية رون بن يشاي، إن المقال الذي نشره وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية هو وثيقة تأسيسية. السعوديون يوضحون فعليًا أن ما يهمهم الآن هو الوضع الذي ستكون عليه المنطقة بعد الحرب، ويلمحون إلى أنه إذا تم قبول شروطهم، فهم مستعدون لدعم واشنطن وإسرائيل.
وأضاف، أن الخطوة الأولى من وجهة نظر السعوديةهي إنشاء حكومة فلسطينية مدنية برئاسة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لتحل محل حكم حماس وتسمح ببدء إعادة إعمار القطاع.
وتابع، أن الغرض من مقال وزير الخارجية السعودي هو توضيح شروطهم للجميع - الرسالة إلى حماس واللبنانيين هي أن السعودية لن تسمح بإعادة إعمار غزة ما لم يتم تمكين السلطة الفلسطينية من السيطرة على القطاع؛ الرسالة إلى إسرائيل، ولمن سيُنتخب رئيسًا للولايات المتحدة، هي أن "هذا هو شرطنا لتطبيع العلاقات وتشكيل تحالف إقليمي".