ملفات وتقارير

ما جدية تهديدات الاحتلال بالسيطرة على الجزء السوري من جبل الشيخ؟

يقع جبل الشيخ بين سوريا ولبنان وفلسطين- جيتي
دعا زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان إلى احتلال الجزء السوري من جبل الشيخ، عند الجولان المحتل "لمنع أي هجوم وعقاباً للنظام السوري على جعل سوريا قاعدة لوجستية لأعداء إسرائيل"، على حد تعبيره.

وقال عضو الكنيست إن "الجيش الإسرائيلي سيقوم بكل بساطة باحتلال الجزء السوري من جبل الشيخ، ولن ينسحب منه حتى إشعار آخر".

وتابع ليبرمان بأن "الرسالة يجب أن تصل للأسد بكل بساطة، في وسائل الإعلام العامة، أو في القنوات الاستخبارية والدبلوماسية، أو عبر إجراء محادثة مباشرة مع بشار الأسد".

جبل الشيخ
ويقع جبل الشيخ بين سوريا ولبنان وفلسطين، والقسم الجنوبي الغربي منه الواقع في الجولان يخضع لسيطرة الاحتلال، واستطاعت سوريا استعادة الأجزاء المطلة على دمشق في حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، بعد خسارتها في حرب حزيران/ يونيو 1967 (النكسة).

ويبعد الجبل عن العاصمة السورية دمشق 38 كيلومتراً، ويتمتع بأهمية استراتيجية قصوى نظراً لارتفاعه الذي يجعله مركزاً للرصد.

ويقول الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان، إن "سيطرة الاحتلال على ما تبقى من جبل الشيخ تعني استحكام المنطقة كاملة، لأن جبل الشيخ يعد من الجبال الحاكمة".

ويضيف لـ"عربي21"، أن الاحتلال الإسرائيلي يدرك أن السيطرة على كامل الجبل تعني السيطرة على مناطق واسعة بين سوريا ولبنان.

ما جدية التهديدات؟
وحول تهديدات المتطرف ليبرمان باحتلال كامل جبل الشيخ، يقول الصحفي خالد خليل الخبير بالشؤون الإسرائيلية، إن تصريحات ليبرمان الذي يعد من أبرز شخصيات المعارضة الإسرائيلية، تأتي ضمن محاولات المعارضة الهادفة إلى المشاركة في الأحداث الدراماتيكية التي يعيشها الاحتلال.

ويضيف لـ"عربي21"، أن دافع تهديدات ليبرمان هو الظهور على أنه من المدافعين عن دولة الاحتلال، وخاصة أن جيش الاحتلال يعتمد على استراتيجية نقل المعركة إلى أرض العدو، أي توجيه ضربات استباقية، لخلق أحزمة آمنة، لمنع تكرار سيناريو "طوفان الأقصى" في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والذي أصاب الاحتلال بصدمة.

وتابع خليل الصحفي السوري، بأن الجبهة السورية تقع ضمن الجبهة الشمالية للاحتلال، والأخير نفذ مئات الضربات في سوريا لمنع إيران من استنساخ جنوب لبناني آخر في جنوب سوريا.

وبحسب الصحفي، فإن جبل الشيخ يحظى بأهمية عسكرية وسياحية ودينية للاحتلال، ما يُعطي التهديدات أهمية خاصة.

استمرارية الحرب
في السياق ذاته، يرى الباحث والكاتب السياسي عمار جلو، أن كل التصريحات عن مسؤولي الاحتلال تعبر عن التوجه السياسي الجديد الذي بدأ بعد "طوفان الأقصى"، القائم على أساس تحقيق كل ما تطمح إليه "إسرائيل"، استثماراً للعملية التي شنتها المقاومة الفلسطينية، والتي يعتبرها الاحتلال "هولوكست" جديدا.

ويوضح لـ"عربي21" أن الأوضاع السياسية والقانونية لبنيامين نتنياهو والائتلاف الحكومي، تستدعي استمرارية الحرب، مضيفا أن "هذه التهديدات يجب أن تؤخذ على محمل الجد، خاصة أن الاحتلال رفع سقف أهداف العملية العسكرية في لبنان".

وأكد جلو، أن المناطق الحدودية السورية-اللبنانية هي مناطق إمداد حزب الله، وإضعاف الأخير يفترض شن عمليات عسكرية في هذه المناطق.

ورغم "حياد" النظام السوري حيال العدوان الإسرائيلي على لبنان، تخرج أصوات الاحتلال المطالبة بزيادة الضربات الجوية في سوريا، لاستدامة موقف النظام.