أعلنت محطة الإذاعة والتلفزيون الإيطالية الرسمية (RAI)، تعرض فريق نشرة أخبار قناتها الثالثة لهجوم صباح الثلاثاء في مدينة
صيدا اللبنانية أثناء تغطيته للوضع على الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت المحطة عبر صفحتها على منصة "إكس" تفاصيل الحادث، مشيرة إلى أن المراسلة لوتشيا غوراتشي كانت ضمن الطاقم الذي تعرض للهجوم.
وأوضحت المحطة أن السائق اللبناني المرافق للفريق الإعلامي أصيب بنوبة قلبية بعد الضربة، وتوفي لاحقاً بعد نقله إلى المستشفى.
وفقا لمصادر لبنانية٬ تعرضت المراسلة لوتشيا غوراتشي والمصور ماركو نيكويس لهجوم أثناء تصويرهما آثار غارة جوية إسرائيلية في مدينة الجية، شمالي صيدا. وخلال هذا التصوير، حاول رجل مجهول الاستيلاء على معدات التصوير.
وأوضحت غوراتشي في بث مباشر بعد الحادثة، أن الفريق كان يوثق موقع الغارة الجوية دون أي مشكلات تُذكر، حيث كان المرافق المحلي قد أبلغ حزب الله بوجودهم، وسار التصوير بسلاسة.
وأضافت أن السكان المحليين كانوا يتحدثون معهم بشكل طبيعي، ولم يكن هناك أي مؤشر على وجود مشكلة في البداية.
ولكن فجأة، تغير الوضع عندما ظهر شخص غريب وحاول انتزاع الكاميرا من
المصور، ما دفع الفريق إلى العودة إلى السيارة سريعا استعدادا للمغادرة. لكن المعتدي تابعهم وواصل مطاردتهم.
عند وصول الفريق إلى محطة وقود خارج البلدة، تابعهم المهاجم مجددا، حيث استولى على مفاتيح السيارة وحاول تدمير الكاميرا.
وأثناء محاولات السائق أحمد عقيل حمزة، تهدئة الوضع، انهار فجأة وسقط على الأرض. تم نقله بسرعة إلى المستشفى، لكن الأطباء أعلنوا وفاته نتيجة أزمة قلبية بعد عدة محاولات لإنعاشه.
وأعرب نائب رئيس قسم الشؤون الخارجية في القناة الإيطالية، مارشيلو غريكو، عن "صدمته العميقة إزاء الحادث المأساوي"، وقدم تعازيه الحارة لعائلة السائق أحمد عقيل حمزة، مشيدا به ووصفه بأنه "شريك وصديق عزيز" كان يعتمد عليه الفريق الإعلامي.
من جانبها، عبرت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، عن تضامنها مع الفريق الإعلامي الذي تعرض للهجوم، وقدمت خالص التعازي لعائلة السائق المتوفى، معبرة عن أسفها لهذا الحادث الأليم.
منذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، يصعّد الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه الشامل على لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت، عبر شن غارات جوية غير مسبوقة وتوغل بري في الجنوب، في انتهاك واضح للتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
ووفق بيانات رسمية لبنانية رصدتها فإن هذه الغارات أسفرت حتى مساء أمس الأربعاء عن استشهاد 1323 شخصًا وإصابة 3698 آخرين، بينهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال. كما تسببت في نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص.
وفي المقابل، يرد "حزب الله" يوميًا بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، فضلًا عن القذائف المدفعية التي تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية. وعلى الرغم من أن إسرائيل تعلن عن بعض خسائرها البشرية والمادية، إلا أن الرقابة العسكرية تفرض تعتيما صارمًا على معظم هذه الخسائر، وفقًا لمراقبين.