دعا رئيس البرلمان التركي نعمان
قورتولموش، الدول الإسلامية إلى تطوير مواقف مشتركة لمواجهة ممارسات رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، واعتبر أن العدوان الإسرائيلي تسبب في تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وفي المنطقة ككل.
جاءت هذه التصريحات خلال لقائه برئيس الجمعية الوطنية في كوت ديفوار، أداما بيكتوغو، على هامش اجتماعات الجمعية العامة الـ149 للاتحاد البرلماني الدولي في
جنيف.
وأكد قورتولموش أن هجمات نتنياهو وفريقه تُشكل مشكلة للعالم أجمع، محذراً من أنه إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من إيقاف هذه الممارسات، فلن يتمكن من مواجهة أي قوى وحشية أخرى في العالم.
كما أنه أشار إلى أهمية تحرك الدول الإسلامية بشكل مشترك لمواجهة السياسات الإسرائيلية، معبراً عن تقديره للعلاقات الثنائية بين
تركيا وكوت ديفوار التي تشهد تطوراً مستمراً.
التوسع الإسرائيلي يهددنا
وفي 18 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري٬ قال قورتولموش، إن السياسات التوسعية التي تتبعها "إسرائيل" تشكل تهديدًا لأمن تركيا القومي. جاء ذلك خلال جلسة خاصة عقدها البرلمان لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية والتطورات في الشرق الأوسط.
وأشار إلى المجازر التي ارتكبتها دولة الاحتلال في قطاع غزة منذ أكثر من عام، معتبراً إياها جرائم ضد الإنسانية ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية. كما أنه تطرق إلى الهجمات الإسرائيلية الأخيرة ضد لبنان، والتي تُبث مباشرة على الهواء، مشددًا على أن هذه الاعتداءات تُعزز التهديدات الأمنية لتركيا.
ولفت إلى أن سياسات الاحتلال الإسرائيلي لم تبدأ مؤخرًا، موضحًا أن المرحلة الأولى من هذا السيناريو تعود إلى عام 1917، حينما اضطرت الدولة العثمانية إلى الانسحاب من فلسطين. وأكد أن الاحتلال البريطاني آنذاك كان له دور رئيسي في توطين الغزاة من مختلف أنحاء العالم، وخاصة من أوروبا الشرقية، في الأراضي الفلسطينية.
وأكد قورتولموش أن "إسرائيل" لا تزال تتقدم بخطى ثابتة نحو ضم الأراضي الفلسطينية وتدميرها، مشيرًا إلى أن العملية التي بدأت في 1917 انتهت بمخطط التقسيم عام 1947. وأشار إلى أن المرحلة الثانية من هذا السيناريو انطلقت مع الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، والذي أدى إلى زعزعة استقرار العديد من الدول في المنطقة.
في سياق آخر، كشفت التقارير عن الأثر المدمر للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة في غزة بدعم أمريكي مطلق٬ منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 140 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود ودمار هائل أدى إلى مجاعة.
ومع ذلك، يواصل الاحتلال شن غاراته الجوية، متجاهلا قرارات مجلس الأمن الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية التي تحث على وقف الأعمال العدائية وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
ووسعت دولة الاحتلال منذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي نطاق اعتداءاتها ليشمل معظم مناطق لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت، وقد أسفرت الغارات عن استشهاد 1437 شخصًا وجرح 4123 آخرين، بالإضافة إلى أكثر من 1.34 مليون نازح، وفقًا لتقارير رسمية لبنانية.