استعرضت
كوريا الشمالية، الخميس، قوتها العسكرية
باختبار صاروخ باليستي جديد ضخم عابر للقارات، يعمل بالوقود الصلب من طراز
هواسونغ-19.
ما اللافت في الأمر؟
استطاع الصاروخ الجديد من الوصول إلى
ارتفاع أعلى من أي تجربة صاروخية سابقة، حيث وصل إلى ارتفاع 7 آلاف و600 كيلومتر، قبل أن
يعود إلى الغلاف الجوي ويسقط في المحيط بين اليابان وروسيا.
إلى أي درجة ارتفع؟
إذا أردنا أن نوضح لك المسافة التي
قطعها الصاروخ قبل أن يعود إلى الغلاف الجوي، يمكنك تخيل محطة الفضاء الدولية التي
ترتفع عن الأرض قرابة 400 كيلومتر فقط، بينما الصاروخ وصل إلى 7 آلاف و600 كيلو متر،
وبلغ زمن طيرانه قرابة 85 دقيقة.
هل هو الأول من نوعه؟
لا، تمتلك كوريا الشمالية تاريخا طويلا
من إطلاق الصواريخ على ارتفاعات عالية جدا، لكن الصاروخ الأخير كسر الحاجز السابق وهو
6 آلاف و600 كيلومتر نهاية العام الماضي لصاروخ هواسونغ-18، لكن بيونغ يانغ اعتبرت
الأخير "أقوى صاروخ استراتيجي في العالم".
وكل الصواريخ العابرة للقارات عالية
الارتفاع التي أطلقتها كوريا الشمالية مؤخرا، قادرة على حمل الرؤوس
النووية، وعلى
الوصول إلى أي مكان في الولايات المتحدة الأمريكية.
ماذا تملك أمريكا في المقابل؟
تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية بحسب
المعلن، صاروخ LGM-30
Minuteman III، الذي يُعد من الصواريخ الباليستية
الأمريكية العابرة للقارات، ويصل إلى ارتفاع أقصى يبلغ حوالي 700 ميل (حوالي 1126
كيلومترا) فوق سطح الأرض.
ماذا قالوا؟
◼ قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ
أون: أثبت الصاروخ الباليستي الجديد للعالم، أن موقفنا المهيمن في تطوير وتصنيع
وسائل حمل أسلحة نووية، لا رجعة فيه على الإطلاق.
◼ قال متحدث باسم وزارة التوحيد في كوريا
الجنوبية؛ إن إطلاق الصاروخ ربما كان لعدة أغراض، من بينها استعراض التكنولوجيا
العسكرية والضغط على واشنطن.
◼ قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني
بلينكن ونظيراه الياباني والكوري الجنوبي: نطالب كوريا الشمالية بإلحاح بأن توقف
فورا سلسلة الأفعال الاستفزازية والمزعزعة للاستقرار.
◼ رفض الكرملين الروسي التعليق على مساعدة
كوريا الشمالية في تكنولوجيا الصواريخ، وقال؛ إن السؤال يمكن أن يوجه إلى وزارة
الدفاع.
مؤخرا
جاءت عملية الإطلاق بعد ساعات من دعوة
وزيرَي الدفاع الأمريكي لويد أوستن والكوري الجنوبي كيم يونغ-هيون، كوريا الشمالية
إلى سحب قواتها من
روسيا.
كما اعتبر خبراء أن اختبار الصاروخ
يبدو أنه جرى لتحويل الانتباه عن الانتقادات الدولية المتزايدة بشأن نشر قوات
كورية شمالية في روسيا.
ونفت كوريا الشمالية هذه الخطوة، لكن
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال الخميس؛ إن ما يصل إلى 8 آلاف جندي كوري
شمالي، وصلوا إلى منطقة كورسك الروسية الحدودية، وباتوا جاهزين للمشاركة في القتال
ضد القوات الأوكرانية في الأيام المقبلة.
من جانبه، لفت وزير الدفاع الكوري
الجنوبي كيم يونغ هيون، إلى أن بيونغ يانغ زودت موسكو أيضا بأكثر من "ألف
صاروخ".
وعزّزت موسكو وبيونغ يانغ تعاونهما
العسكري منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن إشراك قوات كورية شمالية في القتال
يشكل منعطفا كبيرا.