نشرت صحيفة "
واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرا، أعدّته ميسي رايان، وإيفان هيل، قالا فيه إنّ "مرشح الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد
ترامب، لقيادة
وزارة الدفاع، بيتر
هيغسيث، لا يؤمن بالتنوع في الجيش، وكاره للإسلام؛ ودعا إلى -حملة صليبية- لحماية القيم -المسيحية- اليهودية-".
وبحسب
التقرير الذي ترجمته "عربي21"، وشمل مواقف المرشح لتولي قيادة أقوى الجيوش في العالم، فإنه: "عارض دمج النساء في الجيش والمتحولين جنسيا".
وقال الجندي السابق والذي عمل قبل اختياره معلّقا في شبكة "فوكس نيوز": إنّ "الإسلام هو قوة عنف يخطط للسيطرة على أمريكا ويجب أن يواجه بحملة صليبية".
وأضاف التقرير: أن "هذه الآراء سوف تظهر للعلن عندما يبدأ المشرعون بمناقشة ترشيحه، وإجراءات الموافقات على توليه منصبا سيشرف فيه على 3 ملايين عنصر عسكري ومدني، وترسانة نووية، ويتولى قيادة البنتاغون ومتابعة شبكة من القواعد العسكرية المنتشرة حول العالم".
وأردف: "سيقود أيضا، أكثر الجيوش تنوعا في البلاد، والتي تضم رجالا ونساء من مجموعة من الأعراق والأجناس المتنوعة في الميلاد والأديان". متابعا: "لم يرد المرشح هيغسيث، لتقديم تعليق، وبحلول مساء الإثنين، لم يصدر منه أي تعليق على ترشيح ترامب له".
"ترشيح الرئيس المنتخب، لهيغسيث، 44 عاما، والوجه التلفزيوني المعروف، يشير إلى نية الإدارة القادمة زيادة حملاتها ضد ما يصفونه باليقظة؛ في الجيش، والتي يرون أنها مسؤولة عن مشاكل التجنيد وضعف الروح المعنوية وإخفاقات أمريكا في ساحة المعركة" وفقا للتقرير نفسه.
وأوضح: "كما يؤكد ذلك على إمكانية أن تحمل ولاية ترامب الثانية سياسات، بما في ذلك حظر السفر الذي فرضه الرئيس آنذاك، والتي اعتبرها العديد من المسلمين الأمريكيين معادية لدينهم".
وقالت
الصحيفة إنّ: "ما نشره هيغسيث في الفترة الأخيرة يحتوي على نقد حاد للخطوات التي اتخذت في العقد الماضي، لإزالة الحواجز بين الذكور والإناث في الجيش، وتقديم الرعاية الصحية للمتحولين جنسيا من الجنود، والاهتمام بمعالجة التمييز العنصري في صفوف الجيش".
واستطرد التقرير: "بدون أن يقدم أية أدلة على أن هذه الخطوات أدّت إلى إضعاف الجيش. وفي المقابل ناقش الديمقراطيون كون الجيش بحاجة لأن يعكس الأمّة بشكل عام، وحتى يكون نشطا وقويا. كما يجب فسح المجال والفرص للجميع بدون اعتبار للعرق والتفريق بين الذكر والأنثى، أو التكيف الجنسي".
وفي كتابه الأخير، الذي نشر الصيف الماضي، قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2024، دعا هيغسيث، الرئيس، بصفته القائد الأعلى القادم لأمريكا إلى "تحويل تركيز الجيش -بدءا بإعادة تسمية وزارة الدفاع بوزارة الحرب وهو الإسم الذي كان يطلق عليها قبل عام 1947".
وقال في كتابه الحامل لعنوان: "الحرب على المحاربين": "المشكلة هي أن الجيش الأكثر تعاطفا ونسويا ليس الأكثر كفاءة"، وأضاف: "إنه جيش أقل كفاءة وهو ما يعرض الجميع للخطر. وهذا، مرة أخرى، أمر سيئ حقا في مجال القتل".
وندّد هيغسيث، في فقرة أخرى من كتابه، بما يراه: "رفض الليبراليين بالوقائع البسيطة، التي تؤثر على الجيش، بما في ذلك القوة والقسوة الذكورية". وفي الوقت الذي مدح فيه الأدوار التاريخية غير القتالية للمرأة، إلا أنه انتقد قرار إدارة باراك أوباما عام 2015، فتح المجال أمام النساء للدخول في جميع المجالات القتالية.
إلى ذلك، يستشهد هيغسيث بـ"الاختلافات البيولوجية بين الرجال والنساء، بما في ذلك كتلة حجم عضلات الرجال والتي تجعل النساء غير مناسبات للحرب وما يتطلبه القتال"، بالقول: "الرجال أقوى بيولوجيا وأسرع وأضخم؛ وأتجرأ بالقول بأنهم متفوقون جسديا".
كذلك، انتقد قرار قادة البنتاغون للتكامل في الوحدات القتالية والذي كان قد أثار جدلا داخل المؤسسة العسكرية وعارضه بعض الضباط، ويقضي أن المرأة تستطيع اختيار أي وحدة عسكرية للقتال، حالة توفّرت فيها الشروط المناسبة.
ويعلق هيغسيث، بأنّ: "هذه الخطوة سوف تؤدي إلى خسائر فادحة إذا خاضت هذه الوحدات معارك". وكتب: "الآباء يدفعوننا إلى المخاطرة، الأمهات يضعن عجلات التدريب على دراجاتنا؛ ونحن بحاجة إلى الأمهات، ولكن ليس في الجيش، وبالتأكيد، ليس في وحدات القتال".
وانتقد هيغسيث قرار الرئيس الحالي، جو بايدن، لتنويع القيادات العسكرية البارزة واعتبره خطوة ستؤدي لتأكد الفعالية الكلية للجيش. وكان ناقدا بالتحديد لقرار بايدن خلال عام 2023، تعيين ليز فرانشيتي، لتكون أول رئيسة هيئة أركان للبحرية، متجاوزا موقف البنتاغون الذي أوصى بتعيين قيادي ذكر.
وكتب هيغسيث ساخرا: "لو عانت عمليات البحرية فعندها سوف نرفع رؤوسنا عاليا". ودعا أيضا في كتابه الصادر عام 2024، ترامب، إلى طرد رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال تشارلس كيو براون جي أر. واتّهمه كرئيس لأركان القوات الجوية بالمسؤولية عن خفض معايير الجاهزية.
ويستشهد بمذكرة وقعها براون، وهو أمريكي من أصل أفريقي، في ذلك المنصب سعيا إلى زيادة التنوع بين المرشحين الضباط، والتي قال هيغسيث إنها: "عنصرية وغير قانونية".
وفي بودكاست خلال الأسبوع الماضي، حثّ هيغسيث، الرئيس المنتخب ترامب، على: "طرد براون وغيره من الضباط المشاركين في مبادرات التنوع". وكتب فقرة عنه قائلا: "إن مأساة هؤلاء الناس الغاضبين الذين يعانون من ضعف عاطفي، والذين يعتمدون على العرق، تكمن في أن لديهم هدفا يرددونه وسيظلون يرددونه".
واسترسل: "خذ الأمر إلى بنك العنصريين: سيتم ترقية القوات السوداء وعلى كافة المستويات، ببساطة على أساس عرقهم. وسيكون بعضهم مؤهلا والبعض الآخر لن يكون مؤهلا". وفي الوقت الذي لا يعارض فيه هيغسيث ما يوصف بـ"قرار 2010 لإلغاء سياسة -لا تسأل، لا تعترض-، والذي سمح للمثليين بالخدمة علنا، فإنه يرى في القرار نقطة طريق واحدة على الطريق إلى ما يراه جيشا تسيطر عليه حركة اليقظة".
كما يستهدف أحدث كتاب لهيغسيث، السياسات التي تستوعب أفراد الخدمة المتحولين جنسيا، وهي قضية كانت موضع نزاع في ظل الإدارات الديمقراطية والجمهورية. إذ في عام 2021، بعد وقت قصير من توليه منصبه، ألغى بايدن سياسات عهد ترامب التي جعلت من الصعب على الأفراد المتحولين جنسيا الخدمة في الجيش.
وفي كتابه، يقول هيغسيث إنّ "الرعاية الطبية للجنود المتحولين جنسيا هي إسراف، وأن التركيز على السياسات التي تؤثر على عدد صغير من الأفراد هو تشتيت للانتباه عن المهمة الأساسية للجيش"، مشيرا إلى ما يسميه بـ"جنون المتحولين جنسيا".
وكتب: "الرجال الذين يتظاهرون بأنهم نساء أو العكس، هم تشتيت للانتباه. قد يكون هذا هو الشيء الخاص بك، لكنه غريب، ولا يضيف قيمة جوهرية لأي شخص"، فيما عبّر هيغسيث عن اعتقاده بأن "الليبراليين يسلطون الضوء على الاختلافات بدلا من صياغة هوية مشتركة".
ويزعم أنه إذا ترك الجنود الذين يخدمون بالزي الرسمي بمفردهم، فإنهم سوف يتعايشون بشكل جيد. وكتب: "الرجال الأقوياء والأذكياء والمخلصون يأتون في جميع الأشكال والأحجام والألوان. لا يهتم الرجال بلون بشرتك، طالما أنك تقوم بالمهمة".
واعترض هيغسيث بشكل خاص، على الجهود التي تبذلها إدارة بايدن لمعالجة مشكلة تتعلق بـ"التطرف المحلي في صفوف الجيش"، بعد اقتحام حشد من أنصار ترامب، بما في ذلك مجموعة من المحاربين القدامى، لمبنى الكونغرس في 6 كانون الثاني/ يناير 2021، في محاولة لمنع التصديق على فوز بايدن في انتخابات 2020.
ويستشهد بـ "التوقف" ليوم واحد في أعقاب الأحداث لمناقشة قضية التطرف داخل الصفوف العسكرية. وقال: "إن التأنيب الذاتي الذي يتم بشكل تمثيلي بين الرجال والنساء العاديين في المؤسسة العسكرية يشير إلى أن القادة يهتمون كثيرا بوسائل الإعلام أكثر من المشاكل والأشخاص الفعليين".
وأضاف بأن: "الأسوأ من ذلك، فإنهم من خلال الترويج لكذبة العنصرية في المؤسسة العسكرية، وهو ما فعلوه عن عمد، يلطخون سمعة المؤسسة التي يزعمون أنهم يقودونها".
وتشير كتابات سابقة من المنشورات التي شارك فيها هيغسيث، خلال أيام دراسته الجامعية، إلى أنه كان يحمل آراء اجتماعية أكثر قسوة. وحين كان طالبا في جامعة برينستون، حيث حصل على درجة في عام 2003، عمل هيغسيث ناشرا لمجلة المحافظين في الحرم الجامعي "برينستون توري".
وفي عدد نيسان/ أبريل 2002، أعربت المجلة عن قلقها، في مقال غير موقع بعنوان من مقال بعنوان "ذي رانت" حول تقنين زواج المثليين" وكتبت المجلة: "لا ينبغي شيطنة المثليين جنسيا؛ ومع ذلك، فإن أسلوب حياتهم لا يستحق أي وضع قانوني خاص على الإطلاق".
في عدد آخر، وصفت مقالة غير موقعة: "المثلية الجنسية" بأنها "غير طبيعية وغير أخلاقية". وحاول هيغسيث لاحقا إبعاد نفسه عن مثل هذه الآراء. في عام 2012، أثناء محاولة فاشلة للحصول على مقعد في مجلس الشيوخ عن ولاية مينيسوتا، قال إن: "العبارات أو المصطلحات أو اللغة ربما كانت حادة جدا".
وأثناء حملة ترامب للعودة إلى منصبه، استمال فريقه الناخبين المسلمين، الذين كانوا غاضبين من إدارة بايدن بسبب تعاملها مع الحرب في غزة. وفي كتابه الصادر عام 2020 بعنوان: "الحملة الصليبية الأمريكية"، هاجم هيغسيث معدلات المواليد بين المسلمين وما وصفه بالتسلل إلى المجتمعات الأمريكية من قبل اللاجئين والمهاجرين الذين يتهمهم باستغلال الدعم الحكومي.
وزعم أن: "جميع الدول الإسلامية الحديثة إما رسمية أو بحكم الأمر الواقع مناطق محظورة على المسيحيين واليهود الملتزمين". وكتب أن الإسلام "اختطفه بالكامل الإسلاميون".
كذلك، زعم الكتاب دون أساس، أن "الإسلاميين يشكلون 25 في المئة من سكان العالم المسلمين ولديهم مهمة لإجبار بقية العالم على الخضوع أو القتل". ويقول إنه "بدعم من اليساريين الذين ينادون بالحدود المفتوحة يخطط الإسلاميون "لغزو" أوروبا وأمريكا ديموغرافيا وثقافيا وسياسيا والتحالف مع العلمانية لهدم: مؤسسات أمتنا اليهودية المسيحية".
وفي كتابه "الحملة الصليبية الأمريكية"، سلّط هيغسيث الضوء، على المسؤولين المسلمين المنتخبين في بريطانيا وارتفاع عدد السكان المسلمين الأوروبيين على مدى العقود الثلاثة الماضية، ليزعم أنّ: "الولايات المتحدة ستنتهي إلى مستقبل مماثل في غياب التدخل". ورغم عزلتها بسبب المسافة و"نسيجها المسيحي التقليدي"، فإن الولايات المتحدة، كما يكتب هيغسيث، "تتعرّض لغزو ثقافي ليس فقط على شواطئنا، بل وفي مجتمعك ومدارسك".
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، يذكر كتابه أن 26 مرشحا مسلما فازوا بمناصب منتخبة في البلاد، وأن "اسم محمد أصبح الآن من بين أفضل عشرة أسماء الأولاد في أمريكا".
وقال: "نحن لا نريد القتال، ولكن مثل إخوتنا المسيحيين قبل ألف عام، يجب علينا أن نفعل ذلك. تسليح نفسك - مجازيا وفكريا وجسديا. معركتنا ليست بالبنادق".