حذرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية
الفلسطينية، الأحد، من محاولات الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على
الحرم الإبراهيمي في مدينة
الخليل بالضفة الغربية، وفرض السيادة الكاملة عليه.
يأتي هذا التحذير في أعقاب تداول وسائل إعلام عبرية، الخميس الماضي، مقطعًا مصورًا لعضو الكنيست عن حزب
الليكود، أفيخاي بوارون، يؤكد فيه نية الاحتلال السيطرة تدريجيًا على الحرم، قائلاً: "سنأخذ مغارة المكفيلة (الحرم الإبراهيمي) مترًا بمتر. لدينا وزير دفاع جيد وأصدقاء في الخارج، وهذه فرصتنا".
وأشار بوارون إلى أن لديهم فرصة لتحقيق ذلك خلال السنتين القادمتين، مضيفاً أن الوضع الحالي يتطلب خطوات مثل مصادرة الحرم وإلغاء أجزاء من اتفاقات أوسلو لاستعادته إلى "أيدي إسرائيل"، وفقاً لتصريحات نقلتها القناة السابعة العبرية.
وفي بيان لها، استنكرت الوزارة تصريحات عضو الكنيست الإسرائيلي أفيخاي بوارون، الذي دعا إلى تأميم الحرم ووضعه تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة.
وأكدت الوزارة أن هذه التصريحات تأتي ضمن "سياسة ممنهجة وخطيرة" تنتهجها حكومة الاحتلال للاستيلاء على هذا الموقع المقدس، الذي يعتبر وقفًا إسلاميًا يملكه الشعب الفلسطيني، ومعترفًا به دوليًا كموقع إسلامي تاريخي.
دعت وزارة الأوقاف الفلسطينية المؤسسات الحقوقية والدولية المعنية بالتراث العالمي إلى "التصدي بحزم" للمخططات الإسرائيلية التي تستهدف الحرم الإبراهيمي في الخليل، محذرة من أن هذه الخطط تهدد هوية الموقع التاريخي والديني.
يقع الحرم الإبراهيمي، الذي يُعتقد أنه يحتضن ضريح النبي إبراهيم عليه السلام، تحت سيطرة الاحتلال في البلدة القديمة بمدينة الخليل.
ومنذ عام 1994، قسّمت السلطات الإسرائيلية المسجد بنسبة 63% لليهود و37% للمسلمين، وذلك عقب مجزرة ارتكبها مستوطن وأسفرت عن استشهاد 29 مصليًا، ويشمل الجزء المخصص لليهود غرفة الأذان.
ويواصل الاحتلال مساعيه للسيطرة الكاملة على الحرم الإبراهيمي في الخليل، في خطوة يعتبرها الفلسطينيون انتهاكًا واضحًا للقوانين الدولية.
ويؤكد الفلسطينيون أن الصلاحيات الإدارية على الحرم الإبراهيمي تعود لبلدية الخليل، بموجب اتفاقات أوسلو الموقعة عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
ويُعرف الحرم الإبراهيمي لدى اليهود باسم "مغارة المكفيلا" أو "المغارة المزدوجة"، حيث تقول الروايات اليهودية إن النبي إبراهيم اشترى الموقع لدفن زوجته سارة، ودُفن فيه لاحقًا عند وفاته.
بموجب اتفاق الخليل لعام 1997 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، جرى تقسيم المدينة إلى منطقتي H1 وH2، حيث حصل الاحتلال على سيطرة كاملة على البلدة القديمة في الخليل، بما فيها الحرم الإبراهيمي ومحيطه (منطقة H2). ويعيش نحو 400 مستوطن إسرائيلي في عدة بؤر استيطانية بالمنطقة.
وفي عام 2017، نجحت فلسطين في تسجيل البلدة القديمة بالخليل والحرم الإبراهيمي على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، كما تم إدراجهما على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.