صحافة إسرائيلية

حاخامات "حاباد" يعيشون "حالة رعب" حول العالم بعد مقتل كوغان في الإمارات

حاخامات وأتباع الطائفة خلال جنازة كوغان- إكس
تواصلت ردود الفعل حول عملية قتل الحاخام اليهودي تسفي كوغان في الإمارات لا سيما لدى أفراد طائفة "حاباد" اليهودية المتطرفة في جميع أنحاء العالم، ممن لا زالوا يعيشون أجواء الصدمة والخوف، ويطالبون دولة الاحتلال بمزيد من إجراءات السلامة والحماية.

إيلانا توتلاند مراسلة صحيفة معاريف، ذكرت أن "حادثة قتل الحاخام في الإمارات شكلت عملا صادماً للغاية لدى باقي الحاخامات اليهود حول العالم، ناقلة عن الحاخام ستيرني وولف، مبعوث طائفة "حاباد" بمدينة هانوفر بألمانيا منذ عشرين عامًا أنني بعد هذا الحادث بت أشعر أنني أكثر استهدافًا، وكأني أصبحت هدفًا من نوع ما، وهو ما ينطبق على كافة حاخامات الطائفة في جميع أنحاء العالم، وبشكل كبير، وزاد الخوف بينهم".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "عقب حادثة القتل في الإمارات، تلقيت مئات الرسائل من الجالية اليهودية في ألمانيا، التي باتت قلقة للغاية، خاصة وأن هذه الحادثة جاءت بعد أيام قليلة من أحداث مدينة أمستردام في هولندا، الأمر الذي أسفر عنه تسريع تحويل الميزانية لتعزيز أمن المباني الخاصة بنا، فضلا عن شعور العديد من أولياء الأمور بالخوف على أبنائهم، وعدم إرسالهم للمشاركة في الأنشطة التي ننظمها لهم".

واعترف أن "أحداثا كهذه تجعل الحاخامات وأتباعهم يقللون من الظهور بعلاماتهم اليهودية، وهذا عار، ويضعونها في ملابسهم حين يتجولون في الشوارع، صحيح أن الخوف لا يشمل جميع أتباع الطائفة، لكننا بالتأكيد بتنا أكثر حذرا، ورغم أنه في هانوفر لا توجد مدرسة يهودية، فإن الأطفال اليهود يذهبون للمدارس المحلية، ويرون فيها الكثير من معاداة اليهود".


الحاخام نحميا فيلهلم، مبعوث حاباد في بانكوك منذ ثلاثين عامًا، أكد أننا "سنقيم بعض الفعاليات الخاصة بالأعياد اليهودية، لكننا سنطالب بالمزيد من الإجراءات الأمنية المعززة، وبعد حادثة القتل في الإمارات فقد رفعت دولة الاحتلال تحذير السفر إلى تايلاند إلى المستوى الثاني، رغم أن هناك شرطة محلية توفر الأمن، ولدينا حراس أمنيون، صحيح أننا لم نر هستيريا بين الإسرائيليين في تايلاند، لكننا نطالبهم بالمزيد من الحذر في تنقلاتهم، خاصة وأن جريمة القتل في الإمارات حدثت في بلد آمن للغاية، ولم نصدق أنها قد تحدث هناك".

عكيفا كاميسار، حاخام الجالية الإسرائيلية في أمستردام لمدة 14 عامًا، أكد أن "حادثة قتل الحاخام في الإمارات تأتي استكمالا لمشاعر الخوف التي تنتابنا جميعا هنا منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وبعد الاضطرابات التي حدثت هنا بين مشجعي مكابي تل أبيب، قمنا بتفعيل المزيد من الإجراءات الأمنية حول منازلنا، ومنها فتح أبوابها في أوقات معينة فقط، ولم يعد هناك نزهة يوم الأحد، لكن الحقيقة أنه ليس لدينا مكان نهرب إليه، صحيح أن الجو مظلم للغاية الآن، لكن ليس لدينا خيار آخر".

وأوضح أن "أمستردام يعيش فيها 30 ألف يهودي، وقد بتنا بعد حادثة الإمارات واضطرابات المشجعين أكثر حذراً، فقد قمنا بتفعيل تطبيق هاتفي يرسل موقع تواجدك على الفور لمن تريد من الأصدقاء، بما قد ينقذ من أي عملية استهداف لأي من اليهود في المدينة، في ضوء زيادة معدلات معاداتهم، وهي الظاهرة التي كانت تحت السطح قبل السابع من أكتوبر، لكنها انفجرت للتوّ، وبتنا نرى مؤيدين للفلسطينيين يذهبون للمظاهرات على الدراجات النارية بأعداد لم نرها من قبل، وكل ذلك يستدعي منا اليقظة المستمرة".

الحاخام إسرائيل كوزلوفسكي، مبعوث حاباد في مومباي بالهند لمدة 12 عامًا، أكد أن "مقتل كوغان في الإمارات أمر صادم، فقد كان صديقًا شخصيًا، تحدثنا قبل أسبوعين، لكن مهمتنا اليوم هي التغلب على الخوف، وبذل كل ما بوسعنا، مع العلم أن مقرنا تعرض لهجوم مروع قبل 16 عامًا".

الحاخام شلومي ليفين، مبعوث حاباد منذ خمس سنوات في نورماندي بفرنسا، أشار إلى أننا "بعد حادثة الإمارات بتنا بحاجة للتفكير في كيفية تعزيز الأنشطة الأمنية التي نقوم بها، حيث تواصلنا بشكل كافٍ مع الأجهزة الأمنية، وتخطط الجالية اليهودية لحدث كبير في عيد الحانوكاه، مع أننا مجتمع صغير يبلغ عدده 70 عائلة فقط، لكن لأننا في منطقة سياحية، فإن الكثير من السياح لديهم منازل هنا، ويأتون من باريس وأماكن أخرى، لكن التحدي الكبير الذي يواجهنا أن الكثير منهم ليسوا قريبين من اليهودية، ومنذ هجوم السابع من أكتوبر تزايد القلق في أوساطنا، الناس خائفون جدًا، ونحن نحاول تقويتهم".