وجه زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد
الجولاني، الخميس، رسالة إلى رئيس الوزراء
العراقي محمد شياع السوداني على وقع تواصل معارك المعارضة السورية ضد النظام، مشددا على ضرورة عدم سماح بغداد للحشد الشعبي بإرسال مقاتلين إلى
سوريا.
وقال الجولاني في مقطع مصور ظهر فيه وهو يستمع إلى تصريحات أدلى بها السوداني، إن "هناك كثيرا من المخاوف التي يظن بها بعض الساسة العراقيين حول أن ما يجري في سوريا سيمتد إلى العراق".
وأضاف: "أنا أقول جازما إن هذا الأمر خاطئ مئة بالمئة"، مشيرا إلى أنه "كما نأى العراق بنفسه عن الحرب بين إيران والمنطقة، فنشد على يده (السوداني) أن ينأى بالعراق بالدخول في أتون حرب جديدة في سوريا، لأن هناك شعبا في سوريا ثار على النظام المجرم ويدافع عن نفسه ويسترد حقوقه".
وشدد الجولاني على أن "الثورة (السورية) ليست معنية بما يجري في العراق"، متابعا: "على العكس، نطمح بعلاقات استراتيجية واقتصادية واجتماعية مع العراق ما بعد سوريا الجديدة وزوال النظام المجرم".
وأعرب عن "أمله من الساسة العراقيين أن ينأوا بالعراق عن هذه المهاترات ومنع إرسال الحشد الشعبي قوات للتدخل فيما يجري في سوريا".
وكانت العديد من التصريحات الرسمية في العراق شددت على ضرورة الاستعداد لمكافحة ما وصفوه بـ"الإرهاب" في سوريا، بعد سيطرة المعارضة السورية على مدينة
حلب السبت الماضي.
والثلاثاء، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن بلاده لن "تقف متفرجة على التداعيات" في سوريا، حسب بيان صادر عن مكتبه.
وأضاف أن "ما يحدث في سوريا اليوم يصب في مصلحة الكيان الصهيوني الذي تعمّد قصف مواقع للجيش السوري بشكل مهّد للجماعات الإرهابية السيطرة على مناطق إضافية في سوريا".
وجاءت كلمة الجولاني بالتزامن مع إعلان فصائل المعارضة السورية عن دخول مقاتليها إلى مدينة حماة بعد معارك عنيفة مع قوات النظام والمليشيات الإيرانية الموالية له ضمن عملية "ردع العدوان".
وفي 27 تشرين الثاني /نوفمبر الماضي، بدأت فصائل المعارضة المنضوية ضمن "إدارة العمليات العسكرية" التي تتصدرها "هيئة تحرير الشام"، عملية عسكرية ضد النظام والمليشيات الإيرانية الداعمة له تحت مسمى "ردع العدوان" ما أسفر عن سيطرتها على مدينة حلب ثاني كبرى المدن في سوريا، بالإضافة إلى سيطرتها على كامل إدلب الإدارية ووصولها إلى تخوم حماة.
والأحد، بدأ الجيش الوطني السوري، وهو تجمع من الفصائل المحلية المدعومة من تركيا، عملية عسكرية أخرى تحت مسمى "فجر الحرية" ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ووحدات حماية الشعب الكردية، ما أدى إلى بسط سيطرتها على مدينة تل رفعت وقرى وبلدات في ريف حلب الشرقي.