أكدالناشط الحقوقي والسياسي السوري المحامي
هيثم المالح، أن الخطوات التي اتخذها الثوار في
سوريا منذ الإطاحة بنظام بشار
الأسد فجر أول أمس الأحد، معقولة، لكنها تحتاج إلى مزيد من الترشيد من أجل تأسيس
دولة سوريا المعاصرة.
وأوضح المالح في حديث مع
"عربي21"، أنه بعث برسالة مكتوبة إلى قيادة العمليات العسكرية التي تدير
الشأن العام في سوريا اليوم، دعاهم فيها إلى ضرورة البدء بتأسيس نواة الدولة
السورية الجديدة من خلال البدء بإنشاء نواة قوات للشرطة والجيش والقضاء.
وأضاف: "لقد نصحت بإطلاق سراح كافة
المعتقلين، وتم ذلك، فهناك نساء معتقلات بعضهن متن وبعضهن خرجن مع أبنائهن الذين
ولدوا سفاحا.. وطالبت باعتقال كافة الضباط المسؤولين عن تلك الجرائم.. فأنا لم أكن
أستطيع النوم وآلاف البنات يتم اغتصابهن وإحياء الليالي الملاح بعرضهن وهن تحت
الاعتقال".
وأكد المالح أنه دعا إلى "البدء بإجراءات
الذهاب إلى انتخابات للمجالس المحلية، بعد إصدار قرارات بمحو اسم الأسد من كل
البلديات، ينبثق عن الانتخابات البلدية هيئة عليا ومنها يتم انتخاب القيادة.. كما
طالبت باعتماد دستور 1950 وتشكيل حكومة انتقالية تكنوقراط لإدارة المرحلة الانتقالية
التي تنتهي بانتخابات شفافة يختار فيها السوريون نوع الحكم والقيادة التي ستحكمهم".
وأدان المالح بشدة عدوان الاحتلال
الأسرائيلي على سوريا، واعتبر أنه استمرار في ارتكاب جرائم الحرب والإبادة التي وثقتها
محكمتا العدل والجنائية الدولية ضد قيادة الاحتلال.
وقال: "ما تقوم به إسرائيل ضد سوريا منذ
الإطاحة بنظام بشار الأسد هو عدوان على دولة مستقلة.. نتنياهو يرتكب جرائم ضد
الإنسانية وجرائم إبادة، ولا يأبه للقوانين الدولية ولا لحقوق الإنسان.. وانتهز
فرصة التغيير ودخل إلى الأراضي السورية في مخالفة لكل القوانين الدولية".
وحول موقف إيران من الثورة السورية قال
المالح: "إيران ليست دولة، هي فاشية دينية لها مشروع للسيطرة على المنطقة
العربية، وهي معتمدة عند الغرب، ومن سلم
المنطقة لإيران هو باراك أوباما.. إيران لها مطامع تاريخية فارسية ولها مطامع
عقدية.. واستعملوا القوة والمال لتحويل الناس إلى التشيع.. ولما أتوا إلى سوريا
نشروا الدعارة كما نشروا المخدرات، لتدمير العقل السوري وهذا عمل إجرامي بالتأكيد
بحق سوريا".
وأشار المالح إلى أن "السوريين اليوم سينكبون
على بناء دولتهم الجديدة وتخليصها من كل شوائب الاستبداد، وأنهم ليسوا مصدرين
للثورة ولا يشكلون تهديدا لأحد، بل هم يأملون في أن يكونوا نموذجا لدولة حديثة
تؤمن الحياة الحرة الكريمة لجميع أبنائها من دون تمييز".
واقترح المالح أن "يتم السعي بعد نجاح
السوريين في تحقيق استقرارهم، لتشكيل اتحاد بين سوريا وتركيا والعراق، يكون نموذجا
لتعاون إقليمي يرسخ الأمن والاستقرار في المنطقة ويحقق الرفاه لأبناء هذه الدول".
واختتم المالح حديثه لـ "عربي21"
بالقول، إنه يحزم حقائبه من أجل العودة إلى دمشق، التي قال إنه لم يغادرها على مدى
ثمانية عقود من حياته، وكان يعارض الأسد الأب والابن في العلن لا في السر، وأنه
اليوم وبعد أن أسس في ألمانيا مؤسسة حقوقية دولية تحمل اسمه يطمح في أن يكون شريكا
في دعم خطوات التأسيس للدولة السورية الحديثة، كما قال.
وهيثم المالح هو محامٍ وناشط حقوقي سوري
بارز، يُعتبر من أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان والديمقراطية في سوريا. وُلد عام
1931 في دمشق، وعمل محاميًا وقاضيًا لفترة قبل أن يتم عزله من القضاء عام 1966
بسبب انتقاده الصريح للفساد في النظام القضائي السوري.
دافع المالح عن الحريات المدنية وحقوق
الإنسان في سوريا. وعمل على توثيق الانتهاكات التي ارتكبها النظام السوري، وخاصة ضد
المعارضين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان.
تعرّض المالح للاعتقال عدة مرات بسبب آرائه
المعارضة للنظام السوري. في عام 2009، اعتُقل مرة أخرى على خلفية
تصريحاته
الإعلامية، وحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، ما أثار استنكارًا واسعًا من قبل
المنظمات الحقوقية الدولية.
مع بداية الثورة السورية عام 2011، انضم
المالح إلى المعارضة السورية وأصبح من الأصوات البارزة المطالبة بإسقاط نظام بشار
الأسد. وكان له دور محوري في المجلس الوطني السوري، الذي شكّل منصة للمعارضة في
الخارج.
وفجر أول أمس الأحد، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت
عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61
عاما من حكم نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
اقرأ أيضا: الجولاني يتوعد بمحاسبة المتورطين بجرائم حرب في عهد الأسد.. "سنعلن قائمة أسماء قريبا"