اقتحم
جيش
الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، مستشفى كمال عدوان شمال قطاع
غزة، وأجبر
الموجودين فيه على الخروج للساحة الخارجية، للقيام بتفتيشهم، ضمن حرب الإبادة
المستمرة على القطاع لليوم الـ448 على التوالي.
وأكد
شهود عيان، أن الاتصال انقطع بإدارة المستشفى والموجودين فيه، بعد أن منحهم جيش
الاحتلال 15 دقيقة فقط للخروج إلى ساحاته الخارجية.
ولفت
الشهود إلى أن 75 مريضا ومصابا في مستشفى كمال عدوان، يعانون ظروفا صحية صعبة،
بعدما أجبرهم جيش الاحتلال على الخروج إلى الساحة الخارجية، في ظل الأجواء
الباردة، ودون مراعاة الحالة الصحية الحرجة لعدد منهم، التي تتطلب بقاءهم متصلين
بالأجهزة الطبية.
وفي وقت
سابق، قصف جيش الاحتلال مبنى في مستشفى كمال عدوان، بالتزامن مع تشديد حصاره
وإنذار الموجودين بداخله لإخلائه فورا استعدادا لاقتحامه.
وفي وقت لاحق، نشر جيش الاحتلال تسجيلا أعاد نشره ناشطون، يُظهر اعتقال عدد من المتواجدين في المستشفى، يعتقد أن بينهم كوادر طبية، فيما تحدثت مصادر محلية أن جيش الاحتلال أخلى المستشفى بعد أن أجزاء واسعة منه، ويهدد بتهجير المرضى ومن تبقى داخله إلى المستشفى الإندونيسي أو مدينة غزة.
محاصرة المستشفى
وقال
مصدر طبي؛ إنّ "الجيش الإسرائيلي يحاصر المستشفى ويطلب من مديره حسام أبو صفية
والموجودين الخروج إلى الساحة الخارجية، ويمهلهم 15 دقيقة فقط، قبل
اقتحام أقسام المستشفى ومرافقه".
وأضاف
المصدر قبل انقطاع الاتصال مع إدارة المستشفى والموجودين بداخله، أن الجيش يستعد
لاقتحام المستشفى الذي يوجد بداخله نحو 350 شخصا، بينهم 75 مصابا ومريضا، إضافة
إلى مرافقيهم.
وأوضح أن
النيران اندلعت في قسم الأرشيف داخل المستشفى؛ جراء قصف إسرائيلي استهدفه فجرا، وأن
الجيش الإسرائيلي أحرق منازل في محيطه.
ويحاصر
الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان منذ بدء العملية العسكرية في الشمال بالنيران
عبر طائرات كواد كابتر، بينما كانت آلياته تتقدم في محيط المستشفى لتعاود التراجع
بعد ساعات إلى أماكن تموضعها.
لكن منذ
6 أيام، تقدمت الآليات الإسرائيلية بشكل ملحوظ صوب المستشفى، بينما كان التمركز في
محيطه على بعد مئات الأمتار منه.
بدورها، أكدت حركة حماس في بيان صحفي وصل "عربي21"، أن "اقتحام جيش الاحتلال المجرم مستشفى كمال عدوان والمجازر الوحشية في محيطه؛ جرائم حرب صهيونية تتم وسط تخاذل دولي، وتواطؤ كامل من الإدارة الأمريكية الشريكة في حملة الإبادة في قطاع غزة".
وتابعت: "اقتحام جيش الاحتلال لمستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، وإجبار من فيه من أطقم طبية ومرضى وجرحى ونازحين على مغادرته تحت تهديد السلاح، بعد تكثيف القصف الهمجي على محيط المستشفى ليلة أمس ما أدى لارتقاء أكثر من خمسين شهيداً، بينهم خمسة من الكادر الطبي في المستشفى؛ هو جريمة حرب تضاف للسلسلة الطويلة من الجرائم التي يرتكبها العدو المجرم بحق شعبنا، وسط تخاذلٍ عالميٍ وأمميٍ متواصل عن القيام بدورهم في حماية المدنيين والمرافق المدنية".
وحمّلت الاحتلال ومن خلفه الإدارة الأمريكية المتواطئة مع حرب الإبادة الوحشية في قطاع غزة؛ المسؤولية الكاملة عن حياة المرضى والجرحى والأطقم الطبية العاملة في المستشفى، بعد عزلهم الكامل عن وسائل الاتصال والتواصل، وما يتسرب من أنباء عن تعرّضهم للتنكيل، واعتقال أعداد منهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
وطالبت حركة حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة الدول والأطراف الفاعلة بالتحرك الفوري وكسر حلقة الصمت والعجز أمام هذه الإبادة، واتخاذ الإجراءات التي من شأنها أن توقف العدوان الصهيوني والإبادة المستمرة بحق شعبنا، والعمل على محاسبة هذا الكيان المارق وقادته الإرهابيين على جرائمهم ضد الإنسانية.
استهداف المنظومة الصحية
ومساء
الخميس، استشهد أكثر من 50 فلسطينيا، بينهم 3 من الكوادر الطبية والعاملين في مستشفى
"كمال عدوان"؛ جراء قصف إسرائيلي لمبنى مقابل مقر المستشفى، بحسب بيان
لمديره حسام أبو صفية.
وأضاف
أبو صفية، أن الجيش الإسرائيلي قتل مسعفين اثنين في منطقة "دوار زايد"، التي تبعد نحو 500 متر عن المستشفى، دون توضيح طريقة استهدافهما.
وفي 5
تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة، ويقول
الفلسطينيون؛ إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتحويلها إلى منطقة عازلة، بعد تهجيرهم
منها، تحت وطأة قصف دموي ومنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
وتسببت
هذه العملية في خروج المنظومة الصحية عن الخدمة بشكل شبه كامل، وفق تصريحات مسؤولين
حكوميين، فضلا عن توقف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال
الأحمر الفلسطيني؛ إذ يحاصر
الجيش الإسرائيلي المستشفيات الثلاثة الموجودة هناك، وهي "الإندونيسي"
و"العودة" في جباليا و"كمال عدوان" في منطقة مشروع بيت لاهيا،
ويحول دول وصول الأدوية والمستلزمات الطبية إليها.
وعبر
عمليات تفجير في محيط المستشفيات، يهدف الجيش الإسرائيلي إلى إجبار الطواقم الطبية
بداخلها على مغادرتها، وذلك في إطار تضييقات على من تبقى من فلسطينيي شمال غزة
الذين يريد تهجيرهم.