حذرت بلديات قطاع
غزة من كارثة بيئية كبرى ستواجه القطاع جراء نفاد الوقود عن البلديات وانقطاع التيار الكهربائي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده رؤساء بلديات قطاع غزة في وزارة الإعلام بغزة أمس الأربعاء، وجهوا خلاله نداء عاجلاً إلى مسؤولي الهيئات الدولية والعربية والأجنبية ورؤساء البلديات والاتحادات والنقابات العالمية والاتحاد الأوربي، بضرورة التحرك العاجل لإعادة إمداد غزة بالوقود خشية كارثة بيئية محتومة إن بقي الحال على ما هو عليه الآن.
وقال رئيس بلدية غزة رفيق مكي خلال المؤتمر، إن انقطاع التيار الكهربائي المتواصل عن قطاع غزة تسبب في توقف معالجة مياه الصرف الصحي وتكدس في الأحواض، الأمر الذي أدى إلى ضخها إلى مياه البحر.
ولفت إلى أن هناك حواجز سياسية تقف أمام إدخال الوقود للقطاع، ودعا إلى رفع الحصار المفروض عن قطاع غزة، مشيرًا إلى عدم وجود انفراج في أزمة الوقود مما سيتسبب بكوارث بيئية في الوقت الحاضر.
وأكد أن منطقة
عسقولة وسط مدينة غزة ستغرق خلال ساعات قليلة نتيجة توقف مضخة الصرف الصحي مما سيتسبب بكارثة بيئية وغرق للمنطقة بالمياه.
وأشار مكي إلى أن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في القطاع فاقم من الأزمة؛ حيث تعذر وصول مياه الشرب إلى الكثير من المناطق ولفترات طويلة بسبب توقف المضخات نتيجة انقطاع الكهرباء.
وشددّ على أن معظم آليات البلدية توقفت عن العمل ما زاد في تكدس النفايات الصلبة، وما دفع البلدية إلى استخدام الدواب في إزالة تلك النفايات وهي غير قادرة على جمع سبعة أطنان من النفايات يومياً.
وقال مدير عام المياه والصرف الصحي في بلدية غزة سعد الدين الأطبش، في تصريحات لوكالة الأناضول، إن المشكلة القائمة هي في بدايتها، ونحن حذرنا منها قبل ذلك، حيث إن محطة ضخ مياه الصرف الصحي في منطقة
الزيتون وعسقولة والصبرة جنوب شرق مدينة غزة، توقفت بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها.
وأوضح الأطبش أن محطة الصرف صحي التي تقع جنوب شرق مدينة غزة هي من أكبر محطات تجميع وضخ مياه الصرف الصحي في قطاع غزة، حيث تستقبل حوالي 25 ألف لتر مكعب في اليوم، وتلك الكمية لم نستطع ضخها الى مياه البحر، ونتيجة لذلك فاضت إلى الشوارع وأغرقت العشرات من منازل المواطنين.
وحذر الأطبش من أن كارثة صحية وبيئية ستحل على مدينة غزة خلال ساعات نتيجة توقف محطات ضخ المياه العادمة.
وطالب بالتدخل العربي والدولي لحل أزمة الكهرباء في قطاع غزة (حيث يعيش حوالي 1.7 مليون نسمة) وتوفير الوقود اللازم لتشغيل كامل محطات الصرف الصحي.
وأعلنت سلطة الطاقة التابعة للحكومة الفلسطينية في غزة ، نهاية الشهر الماضي، عن توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة عن العمل بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها.
وعزت سلطة الطاقة توقف المحطة عن العمل، إلى عدم استجابة الحكومة في
رام الله، لطلبها بإلغاء كافة الضرائب المضافة على الوقود الصناعي، وهو الأمر الذي أوقف شراء السولار الصناعي الإسرائيلي.
وحذرت سلطة الطاقة، من أن توقف المحطة سيؤثر على الوضع الإنساني، وجميع مناحي الحياة بقطاع غزة، بما فيها وصول المياه إلى البيوت، ومعالجة مياه الصرف الصحي قبل ضخها في البحر، بالإضافة إلى "التأثير الخطير على عمل المستشفيات والمراكز الصحية.
ويعاني قطاع غزة من أزمة خانقة في انقطاع الكهرباء تقترب من عقدها الأول منذ قصف الطائرات الإسرائيلية لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة صيف عام 2006، حيث يقطع التيار يوميا ثماني ساعات عن كل بيت.
وبعد نفاد الوقود الوارد عبر الأنفاق الحدودية مع
مصر إثر الحملة الأمنية المصرية على تلك الأنفاق، تفاقمت أزمة الكهرباء في قطاع غزة (المحاصر إسرائيليا منذ نو سبع سنوات)، وامتدت ساعات القطع إلى أكثر من 12 ساعة.