تجددت محاولات فض اعتصامات المعارضين للسلطات المؤقتة في أحد أطراف ميدان التحرير، وسط القاهرة، والتي صاحبتها اشتباكات بين مؤيدين لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ومعارضين له، واستخدمت قوات الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
وبحسب المراسلين المتواجدين في موقع الأحداث، فإن قوات من الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع في محيط المتحف المصري (أحد مداخل ميدان التحرير) لتفريق المتظاهرين، لكنها لم تنجح في ذلك حتى ساعات بعد الظهر.
ووقعت إصابات بحالات اختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع، وجروح نتيجة تبادل قذف الحجارة، ولم تعرف أعداد المصابين بالتحديد.
وشوهدت مروحية عسكرية تحلق في سماء ميدان التحرير عقب اندلاع الاشتباكات.
وكانت وصلت مسيرات مؤيدة للرئيس المصري محمد مرسي، ظهر الثلاثاء، إلى محيط وزارة الدفاع، شرقي القاهرة، فيما تم الحديث عن اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي في ميدان التحرير، بوسط العاصمة، خلال فعاليات إحياء ذكرى ما اشتهر إعلاميا بـ "أحداث محمد محمود".
وتحيي عدة حركات سياسية وشبابية اليوم الذكرى الثانية لـ "أحداث محمد محمود" التي سقط فيه عشرات القتلى خلال اشتباكات بين قوات الأمن المصرية ومتظاهرين، في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2011 عقب فض الشرطة لاعتصام عدد من أسر ضحايا ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.
ووصلت مسيرة من طلاب جامعتي الأزهر وعين شمس مؤيدة للرئيس مرسي إلى محيط وزارة الدفاع بمنطقة العباسية (شرق) في مسيرة مفاجئة لم يتم الإعلان عنها، وتجمعوا أمام الأسلاك الشائكة، مرددين هتافات منددة بما وصفوه بـ "الانقلاب العسكري".
كما طالبوا بمحاكمة المجلس العسكري السابق الذي كان يحكم البلاد في وقت وقوع أحداث "محمد محمود" والمجلس العسكري الحالي، الذي يقولون إنه "متورط في أحداث محمود محمود ورابعة العدوية والنهضة وغيرها من المجازر الدامية التي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء والمصابين".
وردد المشاركون هتافات عدة من بينها: "مش بنخاف ولا بنطاطي إحنا كرهنا الصوت الواطي"، و"طلبة مصر قالوها خلاص.. العسكر لازم ينداس"، و"الشعب يريد إعدام السفاح"، و"يسقط يسقط حكم العسكر.. ولا بنخرب ولا بنكسر".
وقاموا برفع شارت رابعة العدوية وصور لمحمد مرسي ولافتات للتنديد بما وصفوه بـ"الانقلاب العسكري".
وفي وقتٍ سابق أعلن علي خفاجي، القيادي بـ"التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد للرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، أن مظاهراتهم اليوم ستقتصر على النزول في محيط قصر القبة الرئاسي، شرقي القاهرة، ولن ينظموا مسيرات نحو ميدان التحرير، بوسط العاصمة، أو شارع محمد محمود الملاصق له، في الوقت الذي أعلنت فيه قوى أخرى منبثقة عن التحالف النزول إلي ميدان التحرير.
وقال خفاجي، أمين شباب حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، في محافظة الجيزة، غرب القاهرة، في تصريحات لـ(الأناضول) أن "التحالف الوطني استقر علي عدم إحياء الذكرى بالقرب من محمد محمود أو ميدان التحرير"، مشيرا إلى أن محمد محمود ليس مكانا بقدر ما هو رمز، مهيبا بمن وصفهم بـ"الثوار الأحرار" الابتعاد عن أماكن الصدام "حتى لا نعطي فرصة للمتآمرين بافتعال أحداث عنف والصاقها بالتحالف الوطني".
ومن ناحية أخرى قال ضياء الصاوي المتحدث باسم حركة "شباب ضد الانقلاب"، العضوة بـ"تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد للرئيس المصري المنتخب، محمد مرسي، إن قرار الحركة بالتظاهر في ميدان التحرير، في وسط القاهرة، اليوم، بالمخالفة لرأي التحالف، هدفه رغبتهم في "توحيد الصف الثوري ضد الانقلاب".
وقال في تصريحات خاصة لـ(الأناضول)، إن الحركة "تمثل نفسها، وتضم في عضويتها مستقلين يمثلون الأغلبية، وآخرين ينتمون إلى أحزاب وتيارات أخرى، والرأي في النهاية يكون عبر الديموقراطية والأغلبية التي أقرت النزول لإحياء هذه الذكرى في مكانها بميدان التحرير".
وفي سياق متصل توافد الشباب على شارع "محمد محمود" الملاصق لميدان التحرير بوسط القاهرة لإحياء ذكرى ما اشتهر إعلاميا باسم "أحداث محمد محمود" اليوم، ورفعوا الشعار الجديد الذي أطلقته الحركات الشبابية المشاركة في هذه الفعالية، ردا على شعار الأصابع الأربعة، الذي يرفعه أنصار الرئيس المنتخب محمد مرسي وهو "ثلاثة أصابع".
ويرمز شعار أنصار مرسي إلى المكان وهو ميدان "رابعة" الذي شهد اعتصامهم منذ 28 حزيران/ يونيو 2013 قبل أن تقوم السلطات المصرية بفضة بالقوة في يوم 14 آب/ أغسطس من نفس العام، ما أدى لسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، بينما يرمز شعار الأصابع الثلاثة إلى مطالب متظاهري محمد محمود، وهي: "عيش" و"حرية " و "عدالة اجتماعية"، والتي يقولون إنها المطالب الأساسية لثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011.
مصر: دعوات للحوار وسط تصاعد التظاهرات
الأمن غائب عن "التحرير" في ذكرى "محمد محمود"
لقاء وزراء خارجية ودفاع روسيا ومصر الخميس