يخوض المنتخب
الجزائري، مساء الثلاثاء، مباراة حاسمة مع ضيفه منتخب بوركينا فاسو للحصول على تأشيرة التأهل لمونديال البرازيل 2014، وتمثيل العرب في هذا "العرس" العالمي"، باعتباره الفريق العربي الوحيد الأقرب لتحقيق هذا الحلم، بحسب محللين رياضيين.
ويضاف إلى ذلك تزامن هذا اللقاء الرياضي الذي سيقام في ولاية "البليدة" شمالي البلاد، مع ظرف سياسي داخلي حساس يطبعه استقطاب حاد بين المعارضة والسلطة، بشأن استمرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الحكم، وسط تخوفات من التوظيف السياسي لنتيجة اللقاء.
ويعد المنتخب الجزائري بمثابة "الأمل" العربي الوحيد في حضور
مونديال البرازيل، بالنظر للمهمة شبه المستحيلة للفريقين العربيين الآخرين مصر والأردن، حيث تلقيا نتيجة ثقيلة في مباراة الذهاب أمام غانا وأورجواي، على الترتيب، بشكل يجعل تأهلهما أقرب إلى المعجزة منه إلى الواقع.
ويكفي المنتخب الجزائري الذي انهزم في مباراة الذهاب يوم 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أمام بوركينا فاسو بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ويكفي الفوز بهدف نظيف على الأقل للتأهل للحدث العالمي، وهو أمر يجعل حظوظه كاملة في "افتكاك" تأشيرة المونديال، خاصة وأنه يلعب أمام جماهيره.
ويقترب فريق "الخضر الجزائري"، كما يلقبه مشجعوه نسبه إلى لون قميصه، من تكرار سيناريو مونديال 2010 بجنوب أفريقيا عندما كان المنتخب العربي الوحيد الذي شارك في هذا الموعد الرياضي العالمي، بعد أن وضعتهم القرعة في مواجهة المنتخب المصري، لافتكاك ورقة تأهل عن منطقة أفريقيا .
ويسود الشارع العربي ترقب حذر بشأن هذه المباراة في تجاوز الجزائر عقبة بوركينافاسو حيث سيكون ذلك بمثابة "ضربة مؤلمة" للكرة العربية التي يجب أن تنتظر أربع سنوات أخرى للمشاركة في دورة جديدة لكأس العالم في حال فشل الأخير.
كما أنه في حال عدم تأهل الجزائر، ستكون هذه أول مرة لا يمثل العرب أي منتخب له في المونديل الكروي منذ العام 1978.
وفي الجزائر، يبني الشارع آمالاً كبيرة على منتخبه الأول في افتكاك تأشيرة مونديال البرازيل، حيث تعرف أغلب مدن البلاد احتفالات مسبقة، دعماً لأشبال البوسني، وحيد خاليلوزيتش ، المدير الفني للمنتخب.
وانعكس شغف الجماهير بالمنتخب في سقوط جرحى نتيجة التدافع الذي حصل أمام شبابيك بيع التذاكر، وأبواب الملعب التي فتحت الثلاثاء أمام المناصرين.
وعلى المستوى الداخلي، ورغم التفاؤل الكبير الذي يبديه مناصروا المنتخب الجزائري، ووسائل الإعلام، وممارسي كرة القدم بحظوظه الوافرة في التأهل، إلا أن تزامن هذه المباراة مع وضع سياسي حساس تعيشه البلاد عشية انتخابات الرئاسة المقررة في شهر نيسان/ ابريل القادم لانتخاب بوتفليقة أو التجديد له، جعل ورقة التأهل في قلب جدل سياسي بين المعارضة والسلطة بشأن إمكانية "توظيفها" في هذا الصراع.
وبادر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بتوجيه رسالتين لطاقم المنتخب الأول، الأولى شفوية نقلها رئيس الوزراء عبد المالك سلال خلال زيارة لمعسكرهم، الخميس الماضي، والثانية مكتوبة، مساء الاثنين، دعا فيهما إلى "افتكاك تأشيرة كأس العالم لإسعاد الجماهير، وأكد على وقوف الدولة وراء "الخضر".
وجاء في رسالة بوتفليقة، إن "فوزكم سيثلج قلوب كافة الجزائريين خاصة المناصرين منهم الذين استحوذت هذه المقابلة على اهتمامهم وكانت شغلهم الشاغل طيلة شهور".
ويعكس اهتمام بوتفليقة بهذه المباراة الفاصلة الآمال التي تبنيها السلطة الحاكمة في البلاد على نتيجتها كمتنفس للجماهير، وسط حالة الإحتقان السياسي التي تسبق الموعد الرئاسي القادم، بحسب متابعين للشأن الجزائري.
وربطت وسائل إعلام محلية بين تأهل المنتخب الجزائري، للمرة الرابعة بعد أن تأهل في أعوام 1982، و1986، و2010 لكأس العالم، ومساعي السلطة الحاكمة في ترشيح بوتفليقة لولاية رابعة، وسط تحركات من المعارضة لإفشال هذه المساعي.