تتكاثر الدلائل التي تعكس تعاظم التوجهات العنصرية في المجتمع
الإسرائيلي ضد الفلسطينيين بشكل غير مسبوق، في كل المجالات.
وتعد ملاعب كرة القدم من الساحات التي تشهد تنامي مظاهر التطرف والعنصرية ضد الفلسطينيين، حيث يعكف مشجعو فرق كرة القدم على ترديد شعار "الموت للعرب"، لدى الاحتفاء بتسجيل أهداف في المباريات بين الفرق المختلفة.
وعرضت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى السبت الماضي مباراة كرة القدم بين فريقي "بيتار يروشليم" و"هبوعيل بتاح تكفاه"، وهما من فرق الدرجة الممتازة في الدوري الإسرائيلي، حيث تعالت صيحات جمهور "بيتار يروشليم" بالهتاف مرديين شعار "الموت للعرب"، عندما تمكن اللاعب آفي نمني من تسديد هدف في مرمى فريق "هبوعيل بتاح تكفاه".
يحتجون على وجود لاعب شيشاني
وفي سياق متصل، اضطر لاعب شيشاني تعاقد مع فريق "بيتار يروشليم"، قبل ثمانية أشهر إلى ترك صفوفه قبل شهر بعدما احتج مشجعو الفريق على الاستعانة به.
وقال المعلق حنان كريستال، المعلق الرياضي لكل من شبكة الإذاعة العبرية الثانية وقناة التلفزة الأولى إن مشجعي الفريق أخذوا يضايقون بترديد شعارات معادية للإسلام، ونبيه صلى الله عليه وسلم.
وفي برنامج "شعاريم" (أهداف)، الذي بثته شبكة الإذاعة الثانية الثلاثاء الماضي، أشار كريستال إلى أن مشجعي الفريق خرجوا من الملعب بعد أن سجل اللاعب الشيشاني هدفاً في مرمى فريق "هبوعيل تل أبيب"، في إشارة لاعتراضهم على وجوده ضمن صفوف الفريق.
استهداف الكنائس
وأصبح شعار "الموت للعرب"، الشعار الذي يستخدم لإعلان الجماعات اليهودية المتطرفة عن مسؤوليتها عن الاعتداءات والاستفزازات الموجهة للعرب.
وبثت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة الثلاثاء الماضي، تقريراً حول قيام طلاب أحد المعاهد الدينية في مدينة يافا بكتابة شعار "الموت للعرب" على جدران، إحدى الكنائس، التي تتوسط حي "العجمي"، الذين يقطنه الفلسطينيون في المدينة.
وأقر قائد لواء "الوسط" في الشرطة الإسرائيلية الجنرال إسحاق دنينو، بأن الهجمات التي تستهدف
العرب في المدينة على خلفية العنصرية تعاظمت خلال العام الماضي، بعد أن تم تدشين المعهد، الذي ينتمي جميع طلابه إلى مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلة.
حتى المقابر لا تسلم
وذكر تقرير نشرته النسخة العبرية لموقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري أن شباناً يهود قاموا بكتابة شعار "الموت للعرب" على شواهد القبور في إحدى المقابر في مدينة القدس المحتلة.
ورجح التقرير أن يكون تنظيم "فتية التلال"، هو المسؤول عن تنفيذ هذا العمل، ضمن العمليات التي يطلق عليها "شارة ثمن"، الهادفة من الانتقام من الفلسطينيين في أعقاب أي عمل تنفذه المقاومة الفلسطينية ويستهدف أهداف للاحتلال.
تواطؤ الحكومة
من ناحيته اتهم المفكر الإسرائيلي درور زيرسكي الحكومة الإسرائيلي بالتواطؤ مع أعضاء التنظيمات الإرهابية اليهودية التي تستهدف الفلسطينييين.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "معاريف" بتاريخ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، أوضح زيرسكي أن أعضاء التنظيمات الإرهابية، سيما عناصر "فتية التلال" يتمتعون بـ "فائض حقوق"، مشيراً إلى أن آليات وظروف التحقيق المتبعة مع الإرهابيين اليهود لا تساعد على الكشف عن هوية منفذي العمليات الإرهابية، بسبب منحهم حق الصمت أثناء التحقيق.
وأضاف قائلاً: "الدولة بإمكانها الكشف عن إرهابي فلسطيني في غضون وقت قصير جداً بفعل هامش الحرية الواسع الذي يمنحه القانون للمحققين الذين يتولون التحقيق في العمليات التي تنفذها التنظيمات الفلسطينية، وهذا غير متاح للمحققين الذين يتولون التحقيق في عمليات ينفذها يهود".
دور الحاخامات
وفي ذات السياق، نوه رفيف دروكير، المعلق في قناة التلفزة العاشرة إلى الدور الذي يلعبه الحاخامات اليهود في التحريض على عمليات العدائية التي تستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وفي معرض تقرير بثته القناة الاثنين الماضي وتناول العلاقة بين أحزاب في الائتلاف الحاكم ومرجعيات دينية يهودية محرضة على العنف، شدد دروكير على الدور الذي يلعبه الحاخام دوف ليئور، الحاخام الأكبر لمستوطنة "كريات أربع" في تشريع الاعتداءات العنصرية التي تطال الفلسطينيين، مشيراً إلى أنه بادر إلى إصدار فتوى وقع عليه عدد من الحاخامات تتيح للمستوطنين تسميم الآبار الارتوازية للفلسطينيين في منطقة جنوب الضفة الغربية.
ونوه دروكير إلى حقيقة أن الحاخام ليئور يعتبر المرجعية الدينية الأبرز لحزب "البيت اليهودي"، ثالث أكبر حزب في الائتلاف الحاكم، والذي يرأسه وزير الاقتصاد نفتالي بنات، والذي يمثله ثلاث وزراء في حكومة نتنياهو.
وأشار دروكير إلى حقيقة العلاقة بين حزب "البيت اليهودي" والحاخام يعكوف إلياهو، الذي بادر إلى إصدار فتوى وقع عليها عدد من الحاخامات تبيح لطلاب المدارس الدينية نهب محصول الزيتون من القرويين الفلسطينيين.
لا مسجد ولا مدرسة
في هذه الأثناء أعلن شاؤول جافسكو، العنصري الذي أعيد انتخابه مؤخراً رئيساً لبلدية "الناصرة العليا"، أنه ملتزم بما تعهد به في حملته الانتخابية بعدم السماح ببناء مسجد للمسلمين، الذين يشكلون ثلث عدد السكان في المدينة، كما كرر التزامه بعدم السماح ببناء مدرسة لأبناء العرب. وفي مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى الجمعة الماضي، قال جافسكو: "الناصرة العليا مدينة يهودية، من يريد الصلاة في مسجد، عليه أن يتوجه إلى مدينة الناصرة، بعد ربع ساعة سيكون في أقرب مسجد، أما في هذه المدينة، فإن قطع ذراعي سيكون قبل بناء أي مسجد أو مدرسة للعرب".
وعقب المفكر الإسرائيلي جدعون ليفي على تصريحات جافسكو، قائلاً في حديث مع القناة الأولى: "تخيلوا لو أن رئيس بلدية في مدينة أوروبية قد أصدر قراراً بعدم بناء كنيس أو مدرسة لليهود في مدينته، لكانت ماكنة الدعاية الإسرائيلية قد اتهمت الدولة الأوروبية بأسرها بمعاداة السامية".
توظيف الخنازير في المعركة
وعلى الرغم من أن اليهودية تحرم على اليهود أكل الخنزير، وكل أشكال التعاطي معه، إلا أن مجموعة حاخامات في وسط وشمال الضفة الغربية كانت قد أصدرت قبل أربعة أعوام فتوى تجيز تجنيد الخنازير في الحرب ضد القرويين الفلسطينيين.
وأفتت مجموعة من الحاخمات بزعامة الحاخام شلومو أفنير، أبرز الحاخامات في المستوطنات بجواز توظيف الخنزير في الحرب ضد القرويين الفلسطينيين، سيما الذين يقطنون محيط المستوطنات لدفعهم إلى ترك أراضيهم الزراعية.
وبالفعل، جلب المستوطنون قطعان من الخنازير، حيث يقومون بتحميلها في شاحنات ويقومون بإنزالها وسط الحقول الزراعية، حيث تأتي على الأكثر واليابس.
وحسب جال بيرغير، مراسل إذاعة "صوت إسرائيل" في الضفة الغربية، فإن المنطق من وراء توظيف الخنازير هو الاعتقاد السائد في أوساط المستوطنين أنه سيكون لها تأثير رادع ضد القرويين، بسبب موقف الإسلام الذي يحرم التعاطي مع الخنزير.
وتدلل شهادات قدمها قرويون فلسطينيون في شمال ووسط الضفة الغربية أنهم تكبدوا خسائر هائلة جراء قيام الخنازير بتدمير الحقول.