أعلن الشيخ
أحمد الصياصنة، إمام الجامع العمري في مدينة درعا، جنوبي
سوريا، الذي انطلقت منه أول مظاهرات
الثورة السورية، مقاطعته لمؤتمر جنيف2، مؤكداً في الوقت نفسه تأييده لكل من يقاطعه.
وفي حوار أجراه مع مراسل "الأناضول" في اسطنبول، قال الصياصنة، الشهير بلقب "شيخ الثورة السورية" إن مؤتمر جنيف2 ليس سوى "أقاويل وأراجيف"؛ لأن قرارات جنيف1 "لم يتحقق منها شيء ولم تكن ملزمة لأحد"، لذا "أقاطعه وأؤيد كل من يقاطعه، لأن لا خير فيه".
وتساءل الصياصنة: "مؤتمر جنيف1 انعقد وأصدر قرارات، هل استطاع أحد أن ينفذ منها شيء؟" ليجيب مباشرة بنفسه، "لا لم ينفذ منها أي شيء".
ويعتبر الشيخ الصياصنة الذي يناهز السبعين من العمر، ويلقبه أنصاره بـ"شيخ الثورة السورية"، كونه من أوائل دعاة التظاهر في البلاد مع انطلاق الثورة فيها في مارس/آذار 2011، وكان حينها خطيباً وإماماً للجامع العمري في مدينة درعا، وعُرف عنه توجيه انتقادات للنظام بشكل مستمر حتى قبل الثورة، ما عرّضه للاعتقال والمساءلة والمنع عن الخطابة في الجوامع لمرات عديدة.
وأكد أن "العالم كله متواطئ مع المجرم السفاح (يقصد بشار الأسد)؛ لذلك أنا أرى أن لا فائدة من عقد مؤتمر
جنيف 2"، على حد تعبيره.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، الاثنين الماضي، أن مؤتمر "جنيف 2" الخاص بالأزمة السورية سينعقد في 22 كانون الثاني/ يناير المقبل، وذلك بعد سلسلة من التأجيلات نتيجة الخلاف بين النظام السوري والمعارضة حول وضع شروط مسبقة لمشاركة كل منهما، أهمها الخلاف على مصير رئيس النظام بشار الأسد في مستقبل سوريا، وصلاحيات الحكومة السورية الانتقالية التي يفترض الاتفاق على تشكيلها خلال المؤتمر والتي كانت أهم مقررات جنيف1.
وأوضح حديثه بالقول: "عندما ذهبنا إلى أمريكا (لم يذكر التاريخ أو المناسبة)، كنا نتحدث لهم عن معاناة الشعب السوري، وكانوا هم يتحدثون عن الأقليات وعن العلويين، وماذا سنفعل بهم؟، فكانت إجابتنا، بأنكم "لا يهمكم معاناة شعبنا، والقتل الذي يتعرض له، والدماء التي تسيل".
ولفت إلى أن كل همِّ الدول الغربية هو الأقليات، وهم "لا يريدون حلا عادلا ومنصفا للشعب السوري"، على حد قوله.
وفي نفس السياق، أكد الصياصنة على أن الثورة "منتصرة بإذن الله"، وأنه يرى في الوقت الحالي "معاناة الثوار من الإحباط بسبب قلة السلاح، وتخاذل أمريكا والعالم"، إلا أنه واثق كل الثقة، أن الله سوف ينصرهم".
وقال الصياصنة أيضاً "إن القتل والعمل الاجرامي الذي يقوم به زبانية بشار ، لن يزيدنا إلا إيمانا وتصميما على إسقاط النظام، ونحن بدأنا المعركة، ولن نتراجع عنها مهما كانت التضحيات".
وأضاف: "التراجع يعني الانتحار، ونحن لن ننتحر أبداً، ولا نرضى بذلك، فإما أن نموت، وإما أن نعيش أحراراً، وهذا هو خيارنا، فأن يعود النظام، ونعود تحت حكمه، أو نرضخ له، فهذا مستحيل، ولو فقدنا الملايين فلن نتراجع حتى إسقاطه"، حسب تعبيره.
وتمنى الشيخ "أن يتّحد المقاتلون على الأرض، وأن تجمعهم قيادة واحدة، وأن يكون هدف كل مقاتل على الأرض السورية، بأنه يقاتل من أجل رضا الله"، وقال: "لا نريد القتال من أجل مصالح شخصية أو حزبية، بل نريد القتال من أجل تحرير سوريا من النظام".
ومنذ مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عاماً من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 133 ألف شخص، بحسب إحصائية خاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعرف نفسه على أنه منظمة حقوقية مستقلة، تتخذ من لندن مقراً لها.