أقدم أفراد عائلة في شرق
لبنان على احراق
خيم لاجئين سوريين في بلدتهم وأرغموهم على مغادرتها بعد تفكيك ما تبقى من المخيم، وذلك على خلفية إدعاء بتعرض أحد افراد العائلة لاعتداء جنسي قام به سوريون، بحسب ما أفاد سكان ولاجئون الاثنين.
وقال طبيب شرعي كشف على الشاب أن لا أثر لتعرضه لاغتصاب أو لعنف.
وأفاد مراسل "فرانس برس" أن خيم اللاجئين في بلدة قصرنبا، والبالغ عددها أكثر من مئة خيمة تأوي حوالى 400 لاجىء على الأقل، أزيلت بشكل كامل الاثنين من قطعة الأرض حيث كانت منصوبة، بعدما نظّم سكان البلدة منذ الأحد احتجاجات لإرغام قاطنيها على المغادرة، تخللها إضرام النار في حوالي 15 خيمة.
وتمت مشاهدة بعض اللاجئين يجمعون ما تبقى لهم من أمتعة وأغراض لمغادرة المكان، ومحاولة انقاذ ما تبقى من الخيم التي كان يتصاعد منها الدخان.
وقال بعضهم أن عددا كبيرا من سكان المخيم بدأوا بتفكيك خيمهم الأحد وافترشوا الطرق، "إذ لا مكان نلجأ اليه".
وهاجم عدد من سكان البلدة المخيم على إثر انتشار إتهام مفاده أن سوريين من قاطني المخيم قاموا بالتعدي جنسيا على شاب معوق من آل الديراني، يبلغ من العمر 29 عاما.
وقال أحمد عبد المحمود (33 عاما) أحد سكان المخيم، لفرانس برس إن "آل الديراني أحرقوا الخيم، ولم يسمحوا لآليات الأطفاء بالوصول لإخماد الحرائق".
وأضاف: "مساء الأحد تعدّوا علينا وضربونا، وسرقوا لنا حاجياتنا وأغراضنا"، مشيرا إلى أنهم "اتهمونا بالتعدي على الشاب، علما أن الجيش اللبناني داهم الخيم وأوقف نحو 30 شخصا، قبل أن يفرج عنهم جميعا لعدم ثبوت تورطهم".
ونفى طبيب شرعي وجود أي اثبات على تعرض الشاب لاعتداء. وقال الطبيب أحمد وليد سليمان إنه وضع تقريرا يؤكد أن "لا إثباتا طبيا يبين تعرض الشاب لأي
اعتداء"، وأنه "لم يتبين لدينا وجود أي عنف أو دماء أو آثار أو كدمات حول المخارج".
الا ان اقارب الشاب اصروا على حصول الاعتداء. وقال علي الديراني لفرانس برس ان الشاب المعوق "كان يمر قرب الخيم عندما استدرجه اربعة شبان الى داخل احدى الخيم واغتصبوه". وأوضح ان "والدة الشاب هي التي عثرت على آثار دماء على بنطاله، وقامت بإبلاغ سكان القرية".
وقال احد سكان البلدة لفرانس برس رافضا ذكر اسمه، ان الاعتداء على الشاب "ملفق"، وان اسباب القضية "تعود الى رغبة اصحاب الارض التي أقيم عليها المخيم، وهم من آل الديراني، باستعادتها، ولم يجدوا طريقة اخرى لطرد اللاجئين السوريين".
قرب المخيم، اجهش احمد المحمود بالبكاء، وقال: "لدي ثلاثة اولاد اكبرهم طفلة في السادسة من عمرها، ولا نعرف الى اين نذهب. ارغب بالعودة الى سورية".
ويستضيف لبنان اكثر من 830 الف لاجئ سوري بحسب ارقام الامم المتحدة، علما ان السلطات الرسمية تقدر ان العدد الفعلي لهؤلاء هو اعلى من ذلك بكثير.
ويعاني
اللاجئون من ظروف معيشية قاهرة، ويقيم عدد كبير منهم في مخيمات مؤقتة او لدى عائلات مضيفة لا سيما في البقاع (شرق) والشمال.