"يقتل القتيل ثم يسير في جنازته".. هكذا يقول المثل الشعبي
المصري في وصف من يتسبب في حدوث أزمة لشخص ما، ثم يكون أول المتظاهرين بالمبادرة لحلها، وهو ما ينطبق على حادثة مقتل طفل بمحافظة المنوفية، إحدى محافظات دلتا مصر، على يد شابين من أبناء القرية، طمعا في الجرار الزراعي الذي تملكه أسرته.
الشابان اعترفا بقتلهما للطفل أمام محقق النيابة، لكنهما أعجبا برجولته وإصراره على عدم تسليمه الجرار لهم، حتى لو دفع حياته ثمنا لذلك، وهو ما أشعرهما بالخزي والعار، فحرصا على تلقينه الشهادتين، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالضربة التي تلقاها على رأسه بآلة حادة، حسب اعترافاتهما.
بدأت أولى خيوط
الجريمة مع مشاهدة أحد المتهمين للطفل الذي لا يتخطى عمره الخمسة عشر عاما، وهو يمر أمامه بجرار زراعي، لتختمر على الفور في ذهنه فكرة الاستيلاء على الجرار وبيعه والاستفادة بثمنه.
ويقول المتهم في تحقيقات الشرطة التي نقلتها صحيفة "اليوم السابع" يوم الاثنين إنه اشترك مع صديقه في تنفيذ الجريمة، وجلسا سويا لرسم سيناريو الواقعة، حيث اتفقا على استدراجه إلى مكان ناء في الزراعات بحجة نقل كميات من محاصيل "الكرنب" على الجرار مقابل مبلغ من المال، وبالفعل وافق الطفل، إلى أن وصلوا لمكان تنفيذ الجريمة.
ويستطرد المتهم في التحقيقات قائلا: "أشهرنا السلاح في وجه الطفل وساومناه على حياته مقابل الجرار، لكنه مع صغر سنه لم يبال بهذه التهديدات، وقال لنا انه رجل ولن يفرط في حقه".
وتابع: "حاولنا بجميع الطرق الاستيلاء على الجرار بدون إراقة الدماء، لكنه كان متمسكا بحقه، فعاجلناه بآلة حادة على رأسه من الخلف حتى سقط مغشيا عليه".
وأضاف: "شعرنا بالخزي والعار أمام رجولته بالرغم من صغر سنه، فلم نغادر المكان حتى لقناه الشهادتين، ثم أسرعنا إلى الجرار وهربنا به بعيدا عن مسرح الجريمة".