لاحظ مراسل صحيفة الغارديان البريطانية في القاهرة وجود "لافتة حمراء كبيرة" في ميدان التحرير "تدعو
المصريين للتصويت في الاستفتاء على
الدستور الجديد المقترح"، وتقف اللافتة للمفارقة بجانب لافتة أخرى "صغيرة تحمل دعاية لصانع أحذية محلي اسمه ديجافو"، وتعني الكلمة الفرنسية الأخيرة "شعور الشخص بأن الحالة التي يمر بها كان قد مر بها سابقا بكل تفاصيلها".
ويشير المراسل إلى أنه في "مثل هذا الوقت من العام الماضي كان المصريون يتجهزون للتصويت في استفتاء مشابه، ولكن على دستور آخر مثير للجدل"، أعدته لجنة "هيمنت" عليها جماعة الإخوان.
ويرى المراسل أن إقرار الدستور بالنسبة للسلطة الجديدة سيكون "أقوى دليل على شرعيتها، في وقت يقول فيه أنصار مرسي إن عزله لم يحظ إلا بتأييد الأقلية من المصريين".
وينقل المراسل عن محمد سلماوي، الناطق باسم لجنة كتابة الدستور قوله "سيكون هذا الاستفتاء العتبة التي سيصعد عليها نظام علماني جديد منتخب بشكل ديمقراطي"، مضيفا "الديمقراطية واضحة في كل جزء من الدستور الجديد".
أما بالنسبة لأنصار مرسي، والذين يرى المراسل أنهم يشكلون ثلث الشعب بحسب استطلاع جديد، فالدستور الجديد ليس ديمقراطيا، وهو "ناتج عن الإطاحة بأول رئيس مصري منتخب"، فيما يرى النشطاء المحاصرين الذين كانوا خلف انتفاضة 2011 والمعزولون الآن، بمعارضتهم لمرسي ومعارضتهم للجيش، الدستور ,لا يشكل الدستور الجديد انفصالا عن الماضي بل هو استعادة له".
وينقل المراسل عن أحد هؤلاء (وائل عباس) قوله إنه لا "يرى فروقات كثيرة" بين الدستورين، وإن بدا الأخير "أقل إسلامية"، لكنه يرى أن الجديد "فيه تمييز ضد الأقليات، ويمنح الجيش إمتيازات غير عادلة، كما أن صياغته كانت على يد لجنة لا تمثل المصريين بشكل صحيح"، والنتيجة أنه "لا يمثل الثورة".
وينقل المراسل عن زياد علي وهو محلل مختص في صياغة الدساتير قوله إن النص الجديد تفوق على نص العام الماضي، لكنه في المحصلة كان محبطا، مضيفا إنه "يبدو وكأنه يتمحور حول إبقاء الإخوان المسلمين خارج دائرة الحكم بدلا من تطبيق نهج تستطيع مصر من خلاله الحد من الفقر".
وينقل عن ناشطين قلقهم من نص الدستور الجديد على محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، ويرون في هذه المادة حلقة من سلسلة من التصرفات الإستبدادية للإدارة الجديدة التي تجر مصر نحو العودة إلى عهد مبارك. ويشير في هذا الصدد إلى قانون التظاهر الذي واجه رفضا واسعا النطاق بين التيارات السياسية.
ويرى المراسل أن الشرطة تشعر بالأمان وهي تقوم بالملاحقات، مفترضة أن المواطن العادي تعب من الثوريين، بل إنه سعيد بأن يستبدل الاستقرار بالحرية، لكنه يختم بالتساؤل عما إذا كان المواطن سيقبل "بهذا التغيير إذا فشلت الحكومة الجديدة في تحسين الظروف المعيشية للطبقة الكادحة"، ويجيب إن ذلك يحتاج لأن "ننتظر ونرى، حيث أن "ديجافو" قد لا يكون مجرد إسم لصانع الأحذية".