قال الخبير الفلسطيني بشؤون الاستيطان خالد منصور، إن الترتيبات الأمنية التي اقترحها وزير الخارجية الأمريكية جون
كيري في زيارته الأخيرة للأراضي المحتلة تبقى حوالي 54% من مساحة
الضفة الغربية في أيدي "
إسرائيل"، في الوقت الذي سخر فيه وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغيدور
ليبرمان من وصف الضفة الغربية بـ "المحتلة".
وأوضح منصور في حديث لـ "عربي 21" أن المقترحات الأمريكية تحول الدولة الفلسطينية في المستقبل إلى "مجرد إدارة مدنية وكيان مسخ يخضع لسلطة الاحتلال المباشرة بدون أي شكل من أشكال السيادة".
وتساءل منصور: "ماذا سيبقى للفلسطينيين بعد انتزاع غورد الأردن الذي يشكل 30% من الضفة الغربية، والقدس الكبرى والأراضي التي انتزعها جدار الفصل العنصري التي تمثل 14%، والكتل الاستيطانية التي تشكل حوالي 10%".
واستدرك منصور قائلاً، إن الأراضي التي ستتبقى للفلسطينيين غير متصلة جغرافياً، مشيراً إلى أن أية دولة فلسطينية ستقام في المستقبل ستكون عبارة عن كانتون في الشمال يضم منطقة نابلس وشمالها، وكانتون في الوسط يضم منطقة رام الله، وكانتون في الجنوب، بالإضافة إلى تحويل أريحا إلى مجرد "جزيرة" في بحر من المستوطنات اليهودية.
وأكد أن المشروع الاستيطاني "E1" الذي يصل القدس المحتلة بمستوطنة "معاليه أدوميم"، يعني فصل وسط الضفة الغربية عن جنوبها.
ونوه منصور إلى أن سلطات الاحتلال أكملت الجمعة تهويد منطقة غرب الضفة الغربية، عبر مصادرة أراضي تكرس بقاء التجمع الاستيطاني "أرئيل".
وشدد منصور على أن السلطات الإسرائيلية تقوم بعملية "تطهير عرقي" في منطقة الأغوار من أجل تسهيل ابتلاعها، داحضاً المزاعم الإسرائيلية بأن الاحتفاظ بالمنطقة يأتي لدواع أمنية.
وأشار إلى أن معظم المشاريع الاقتصادية التي يتم إنشاؤها في منطقة الأغوار تتبع جنرالات متقاعدين في الجيش الإسرائيلي.
ليبرمان: الضفة غير محتلة
من ناحيته سخر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان من وصف الضفة الغربية بأنها "محتلة".
وفي كلمة ألقاها مساء الجمعة أمام مؤتمر "صبان" بواشنطن، قال ليبرمان: "من يصف وجودنا في الضفة بالاحتلال يتجاهل حقائق التاريخ، التي تؤكد أن هذه الأرض تعود لنا".
ونقلت الإذاعة العبرية صباح السبت عن ليبرمان قوله أمام المؤتمر: "
السلطة تطالب بانسحابنا من الضفة الغربية وهي تعي أنه في حال انسحب الجيش الإسرائيلي، فإن السلطة ستسقط في اليوم التالي".