تبدي النخب
الإسرائيلية قلقاً بالغاً إزاء مظاهر الإعياء الأمريكي وتوجه إدارة الرئيس أوباما لتقليص اهتماماتها بالمنطقة.
وقال الجنرال نحمان شاي، الناطق الأسبق بلسان الجيش الإسرائيلي والنائب عن حزب العمل في الكنيست أنه من خلال الحوارات التي أجراها مع عدد كبير من النواب في الكونغرس الأمريكي الأسبوع الماضي تبين له أن هناك إحساس عميق بالإعياء وعدم الرغبة في مواصلة التدخل في شؤون المنطقة.
وفي مقال نشره في صحيفة اليوم الخميس في صحيفة " إسرائيل اليوم "، نقل شاي عن أحد أعضاء مجلس النواب الأمريكي قوله: " لقد فشلنا في
العراق وأفغانستان، والجمهور الأمريكي لم يعد مبالياً بما يحدث في الشرق الأوسط، وكل ما يعنينا الآن منافسة
الصين والاستعداد للمواجهة الحتمية معها، فهناك على الأقل نعرف من هو العدو لأننا نراه ".
وأشار شاي إلى نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد " PEW " والتي تدلل على أن 52% من الأمريكيين يرون أنه يتوجب على الولايات المتحدة الاهتمام بمشاكلها الداخلية وتقليص تدخلها في الشؤون العالمية، مشيراً إلى أن النواب الأمريكيين يبدون اهتماماً بتوجهات الرأي العام الأمريكي.
وأوضح شاي أن التوجهات الجديدة في واشنطن تعكس خيبة أمل أمريكية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أنفقت مئات المليارات من الدولارات على حروب في الخارج " ثم عادت و " ذيلها بين رجليها ".
وأكد شاي أن أي مظهر يدل على ضعف الولايات المتحدة يدل أيضاً على ضعف " إسرائيل "، مشدداً على أنه على الرغم من قوة إسرائيل العسكرية ومنعتها الاقتصادية إلا أنه تعتمد في بقائها على العلاقة مع الولايات المتحدة.
وتساءل شاي: " أي دولة غير الولايات المتحدة يمكن أن تمنحنا 3 مليار دولار سنويا ومن يساعدنا في تطوير النظم المضادة للصواريخ، ومن هي الدولة المستعدة للانسحاب من " اليونسكو " لمجرد التضامن مع إسرائيل، ومن غير أمريكا سيحرص من على كل منصة دولية للنضال ضد دعوات نزع الشرعية عن دولتنا، ومن الذي يحول دون قبول فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة ".
من ناحيته قال المفكر الإسرائيلي تسفيكا جولطفيك أن " إسرائيل " حصلت منذ الإعلان عنها على 860 مليار دولار. وفي مقال نشره أمس في صحيفة " هارتس "،أشار جولطفيك إلى أن أوباما حرص على زيادة عدد مساعديه وموظفي البيت الأبيض من اليهود لاسترضاء إسرائيل، إلا أنه مع ذلك " فشل في استرضاء غلاة المتطرفين الذين يسيطرون على مقاليد الأمور في إسرائيل ".
وعدد جولطفيك اليهود الذين خدموا في مواقع عليا في إدارة أوباما، وهم: جاك لاو، ديفيد بالف، ديفيد أكسلرود، جين سبرلينغ، جينت يلن، بن برونينكي، رام عموانئيل، ألان كجن، بيتر أورسغ، مشيراً إلى أن يهود آخرين حلوا مواقع أخرى في الإدارة.
ونوه جولطفيك إلى إن القانون الأمريكي يسمح للمجموعات اليهودية بجمع التبرعات لإسرائيل، حيث يصل إلى مبلغ 3 مليارات دولار توظيف في تدشين مشاريع مهمة.
وفي ذات السياق، أوضح إليكس فيشمان، المعلق العسكري لصحيفة " يديعوت أحرنوت " إن إسرائيل لم تكن تقدر على شن هجوم على إيران بدون المساعدة الأمريكية.
ونوه فيشمان إلى أن نتيناهو سمح بتبذير 12 مليار شيكل ( 3.6 مليار دولار " على تدريبات وشراء عتاد وتجهيزات استعداداً للهجوم على إيران، ولم يكن يدرك أن إسرائيل لا يمكنها وحدها شن هجوم ناجع على إيران.
وأشار فيشمان إلى نتنياهو جن جنونه عندما أبلغه قائد سلاح الجو الحالي دان أيشل أن الجيش ليس بإمكانه شن هجوم على إيران بدون المساعدة الأمريكية.