قال نائب مستشار الأمن القومي أنتوني بلينكين إن زيادة مظاهر التطرف في سورية قد تدفع الدول المعنية للتعاون وإنهاء الأزمة السورية.
ونقلت مجلة "
فورين بوليسي" تصريحات المسؤول الأمريكي أمام مؤتمر "الاتجاهات المتغيرة" الذي عقده مسؤولو السياسة الخارجية والتخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية.
وقال المسؤول البارز إن صعود الجماعات الراديكالية قد "بدأ يلفت انتباه العقول خارج سورية"، وقد يؤدي إلى حرمان بشار
الأسد من داعمين دوليين رئيسيين له؛ ممن أسهموا حتى هذا الوقت في بقائه في السلطة".
وقال إن "الروس لديهم اهتمام عميق بتجنب ظهور سورية كملجأ للجماعات المتطرفة". وأضاف أن "الكثير من جيران سورية لديهم حوافز كهذه، وطبعا لدينا سبب قوي لتجنب هذا المستقبل، "أي سورية تسيطر عليها الجماعات المرتبطة بالقاعدة.
كل هذا "يؤشر إلى إمكانية تداخل في المصالح" بين القوى العالمية لدعم حل تفاوضي للأزمة. وقال إن "الامتحان سيتم في كانون الثاني/ يناير"، مشيرا إلى مؤتمر جنيف-2 الذي سيعقد في ذلك التاريخ، وستحضره الحكومة وممثلين عن المعارضة.
وتقول المجلة إن "
روسيا والصين قدمتا دعما دبلوماسيا متماسكا لنظام الأسد، ورفضهما لدفع الأسد نحو طاولة المفاوضات كان العامل الرئيس في فشل الكثير من المحاولات لتحقيق تسوية سلمية، كما وقدمت روسيا دعما مستمرا من السلاح الذي ساعد القوات السورية المسلحة على تجديد ترسانتها في الحرب الأهلية الطاحنة".
وتقول المجلة إن العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة ظلت متوترة طوال فترة الرئيس باراك أوباما، لكن من أهم النقاط
المضيئة هي استعداد البلدين للتعاون في مجال مكافحة الأرهاب، فروسيا تواجه تمردا إسلاميا في القوقاز، و كانت مسرحا للعديد من الهجمات
الإرهابية، وقبل أن تجد الولايات المتحدة نفسها تسبح في مستنقع أفغانستان كان الإتحاد السوفييتي السابق هو أول من قاتل المجاهدين الأفغان".
وتضيف المجلة أن احتمال أن يكون "قلق موسكو من الإرهاب كافٍ لأن تتخلى عن الرئيس الأسد يظل أمرا غير مؤكد، لكن الخوف من تصاعد الإرهاب هو الذي يدفع نحو ما يسميه بلينكين "تلاقي المصالح" في سورية.
ومع استمرار حصول الجماعات الإرهابية على موطيء قدم لها هناك، فالمنطق يقول إن موسكو ستشعر بالقلق حول الوضع الذي خرج عن السيطرة، ما يدفعها إلى تخفيف دعمها للأسد ودفعه نحو التفاوض".
وأجرت المجلة حديثا مع مسؤول الأمن القومي السابق توم دونيلين الذي وصف اتفاق الكيماوي باعتباره مثالا على الطريقة التي يتم التعاون فيها مع روسيا، والكيفية التي يمكن من خلالها العمل بشكل جيد في إطار ما يجري في سورية من نزاع، حيث قال "هذا عمل مشترك مهم دخلت فيه الولايات المتحدة وروسيا". ويقول دونيلين إن التسوية في سورية قد تكون بعيدة الآن، لكن قدرة أمريكا وروسيا على التعاون معا تفتح الباب أمام إمكانية التعاون في القضايا التي تشغل بال البلدين.