قال
وزير التجارة والصناعة
المصري، منير فخري عبد النور، إنه لا يمكن تجاهل الأزمات
الاقتصادية التي تمر بها مصر منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، سواء ما يتعلق باستمرار ارتفاع عجز الموازنة أو التضخم أو تراجع حجم الإستثمار المحلي أو الأجنبي المباشر في مصر.
وحذر الوزير في تصريحات خاصة لـ "عربي 21"، من عدم تحمل كل مواطن مسؤولياته، وأكد أن حل هذه الأزمات أكبر من أن يتحمله شخص أو حكومة، ولكن كل مصري يجب أن يكون شريك فاعل في تجاوز مصر لهذه الأزمات التي تعيشها.
وأوضح الوزير أن الدعم العربي الذي تمثل في شكل منح مالية ومحروقات ساهم بشكل كبير في الحد من تفاقم المشاكل الإقتصادية، مؤكداً أن عدم شعور المواطن بالتأثيرات الإيجابية لهذه المنح لن يستمر كثيرا وسوف يلمس الجميع النتائج الإيجابية لها خلال شهرين على الأكثر.
وقال إن تصريحاتي حول إفلاس مصر فهمت على طريق الخطأ، وربما قام البعض بتغيير سياق ومجرى الكلام الذي جاء في إطار لقائي بممثلي النقابات العمالية وهي تصريحات مسجلة ويمكن الرجوع إليها في أي وقت، ولم أتحدث إطلاقاً عن إفلاس مصر كما ردد البعض.
وتابع عبد النور: "الوضع الاقتصادي صعب جداً لا يمكن أن ننكر ذلك، لكن هذا لا يعني أننا دولة فقيرة، لأنه بالفعل لدينا ثروات وموارد طبيعية يمكن الإعتماد عليها في إعادة بناء اقتصاد الدولة الذي يعاني من نزيف حاد".
وأوضح الوزير أنه لا يمكن أن تستمر منظومة الدعم بهذا الشكل، ولا أتصور أن يقبل المشرف على الملف الاقتصادي على إدارة هذه المنظومة بالشكل الذي لا يخدم الفقراء والمحتاجين فقط، فلا يمكن أن نتحدث في بلد مثل مصر تعاني من الكثير من المشاكل الإقتصادية عن دعم البنزين أو السولار أو رغيف الخبز، وفي النهاية نجد أن الحكومة مطالبة بتغطية عجز الموازنة الذي لن ينخفض في ظل استمرار إدارة منظومة الدعم بهذا الشكل.
وأكد أنه لا يمكن أن تستمر الأوضاع ونجد أننا قد أنفقنا كل مبالغ الدعم الخليجي ولم نستفد من هذه المبالغ في صنع تنمية حقيقية تعود على المواطن بالنفع المستمر.
وأوضح أن الموظف المصري الذي يطالب منذ ثورة 25 يناير بعلاوات وأرباح تزيد من أعباء الدولة المصرية وخاصة ما يتعلق بارتفاع العجز والتضخم، هذا الموظف لا يعمل أكثر من 20 دقيقة يومياً حسب الإحصاءات الرسمية والعالمية، لكنه لا يتوقف عن المطالبة بالمنح والأرباح والعلاوات.
وقال إن الحكومة وحتى لا يشعر المواطن البسيط بمزيد من الأزمات الاقتصادية فإنها تتبع سياسة توسعية معتمدة في ذلك على المنح والدعم الخليجي، ولكن هذا لا يمنع من ضرورة أن يتحمل الجميع مسؤوليته تجاه الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها مصر ولن تتجاوزها إلا بتضافر كافة الجهود، وهذا هو معنى "شد الأحزمة" التي مازلت أكررها وأطالب بها جميع المصريين لحين الخروج من عنق الزجاجة.