قالت وسائل الإعلام
السورية الحكومية إن قوات النظام السوري بدأن الجمعة حملة عسكرية لإخراج الثوّار من منطقة
عدرا العمالية شمال شرق دمشق، والتي دخلها المقاتلون قبل يومين.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" الجمعة عن مصدر عسكري سوري قوله: "بعد استطلاع دقيق وضربات نارية مركزة، بدأت وحدات من قواتنا المسلحة صباح اليوم بتنفيذ عملية شاملة وساحقة على اتجاه عدرا في ريف دمشق بعدما احكمت الطوق على المنطقة وبدأت باقتحام الأوكار والأماكن التي يتحصن فيها الإرهابيون"، في اشارة الى مقاتلي المعارضة.
وقال المصدر إن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة "مصممة على بتر يد الإرهاب الآثمة التي امتدت الى السكان العزل في منازلهم في مدينة عدرا العمالية السكنية" حسب تعبيره.
وتشهد المنطقة الواقعة على إحدى الطرق الرئيسية المؤيدة الى دمشق، اشتباكات عنيفة وقصفا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
من جهته، أفاد المرصد السوري عن "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وقوات جيش الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي الكتائب الاسلامية من جهة اخرى، في محيط مدينة عدرا العمالية"، تزامنا مع قصف قوات النظام لـ"المناطق القريبة من المخفر والمقسم" في عدرا.
وكان مقاتلون دخلوا المدينة الاربعاء حيث هاجموا مراكز عسكرية، في معارك أدت الى مقتل 18 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بحسب المرصد السوري.
وأفاد المرصد الخميس عن مقتل 15 مدنيا على الاقل معظمهم من العلويين في هجوم المعارضة المسلحة على المدينة بين الاربعاء والخميس. وبين القتلى هناك على الاقل خمسة علويين قتلوا حين هاجم مسلحو المعارضة مخبزا يعملون فيه واشتبكوا مع قوات الدفاع الوطني التي تتولى حماية المكان، بحسب المرصد.
وقال سكان لوكالة فرانس برس ان المدنيين العشرة القتلى الاخرين تم قتلهم لأنهم اعتبروا من المتعاونين مع النظام. وتضم المدينة خليطا من السنة والعلويين والدروز والمسيحيين.
والجمعة، افاد المرصد ان رجلا شيعيا وأفراد عائلته قتلوا بعدما رمى قنبلة على مقاتلين اقتحموا منزله في عدرا. وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن الى ان "الرجل الذي رأى المقاتلين يقتحمون منزله، رمى قنبلة في اتجاههم"، وأن انفجارها ادى الى "مقتله وزوجته وابنه وشقيقه، اضافة الى اثنين من المقاتلين".
القلمون:
من جهة أخرى، قال المرصد إن 7 عناصر من قوات النخبة في
حزب الله، بينهم قيادي، قتلوا في المعارك الدائرة في منطقة
القلمون في ريف دمشق التي دخل إليها الحزب قبل نحو أسبوعين، فيما تدور اشتباكات عنيفة في بلدة يبرود التي تسيطر عليها الكتائب الاسلامية.
وأوضح عبد الرحمن في اتصال هاتفي من بريطانيا مع وكالة "الأناضول"، أن "قوات نخبة من حزب الله تقاتل في القلمون لا يتخطى عددها الألف عنصر".
واشار الى اشتباكات عنيفة دارت اليوم في مدينة يبرود الواقعة في منطقة القلمون بين قوات النظام السوري والميليشيات المعروفة باسم "قوات جيش الدفاع الوطني" من جهة، ومقاتلين من كتائب إسلامية متعددة من جهة أخرى، لافتا الى ان معارك النظام تعتمد سياسة "القضم".
وأوضح ان قوات الأسد باتت يسيطر على دير عطية والنبك وقارة، فيما تسيطر الكتائب الاسلامية على يبرود ورنكوس. ونفى تواجد عناصر من الجيش الحر في القلمون، وقال ان "الإسلاميين" هم من يستلمون الجبهة هناك.
وعن خطف الراهبات الـ12 في بلدة معلولا المسيحية مطلع الشهر الحالي، قال عبد الرحمن إن جبهة النصرة هي من اختطفتهن وتحتجزهن في يبرود.
واعتبر ان اختطاف الراهبات "جريمة حرب" باعتبار انّه "لا يجوز خطف مدنيين أو رجال دين لمبادلتهم بأي سجناء آخرين"، وقال:"خطف العسكر لاستبدالهم بعساكر أو بمدنيين أمر مشروع وغير ذلك غير مقبول".
وأعلنت كتائب "أحرار القلمون" في السادس من شهر / كانون الأول/ ديسمبر الحالي أن الراهبات هن الآن "في مكان آمن"، وأبدت استعدادها الافراج عنهن مقابل اطلاق سراح ألف معتقلة سورية في سجون النظام السوري.
وأشار مهند أبو الفداء، وهو من المكتب الإعلامي لكتائب "أحرار القلمون" أن هذا الشرط مشترك ما بين كتيبته "أحرار القلمون" و"جبهة النصرة"، التي سيطرت وكتائب اسلامية أخرى على معلولا مطلع الشهر الحالي واقتادوا 12 راهبة من دير "مار تقلا" الأرثوذكسي الى بلدة يبرود المجاورة عبر بلدة الصرخة.
الأكراد:
وفي شمال البلاد، قال المرصد ان "الدولة الإسلامية في العراق والشام قامت بخطف ما لا يقل عن 120 مواطناً كردياً بينهم ست سيدات على الأقل" من قرية احرص في ريف مدينة اعزاز الواقعة في محافظة حلب.
واشار المرصد لوكالة فرانس برس الى ان عناصر هذا التنظيم المرتبط بالقاعدة "اقتحموا القرية فجر اليوم الجمعة، وصادروا عددا من الأسلحة الفردية، وقاموا باقتياد المخطوفين إلى جهة مجهولة".
وتكررت حوادث مماثلة في الفترة الاخيرة، وهي تأتي تزامنا مع معارك عنيفة تدور منذ اشهر بين المقاتلين الجهاديين ومسلحين اكراد في شمال سورية وشمال شرقها، والتي تمكن خلال الاكراد من طرد "الجهاديين" من مناطق واسعة، لا سيما قرب الحدود مع تركيا والعراق.
وأوضح المرصد ان "الجهاديين" يفرضون حصارا منذ مطلع كانون الاول/ديسمبر على بلدتي عين العرب (كوباني) وعفرين ذات الغالبية الكردية في ريف حلب، في حين تدور اشتباكات يومية بين الطرفين في ريف مدينة تل ابيض في محافظة الرقة (شمال).
وتعرض 50 كرديا على الاقل للخطف على أيدي الجهاديين مطلع هذا الشهر في ريف حلب، في حين خطف اكثر من مئتي كردي من المحافظة نفسها في تموز/يوليو الماضي على أيدي مقاتلي "الدولة الاسلامية"، بحسب المرصد.