دعت محافل يسارية "
إسرائيلية" إلى ضم يوفال ديسكين، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، إلى قيادة "معسكر السلام" الإسرائيلي لتحسين فرص اليسار للعودة لقيادة "الدولة".
ودعا مجموعة من الشخصيات اليسارية بقيادة وزير الأمن الداخلي الأسبق موشيه شاحل إلى "دمج" ديسكين في زعامة حزب العمل، بصفته الحزب الذي يمثل "معسكر السلام" في "إسرائيل".
ونقل التلفزيون الإسرائيلي الليلة الماضية عن محافل سياسية قولها إن هناك مؤشرات على رغبة ديسكين في التنافس على زعامة حزب العمل، مشيرة إلى تعاظم ظهوره الإعلامي في الآونة الأخيرة وتوجيهه انتقادات لسياسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
واكتسب ديسكين سمعته بشكل خاص باعتباره "مهندس" عمليات التصفية التي اعتمدتها "إسرائيل" في مواجهة حركات المقاومة
الفلسطينية بعد اندلاع الانتفاضة.
وكشف كتاب "الحرب السابعة" لمؤلفيه آفي سيخاروف وعاموس هارئيل، الذي صدر عام 2006 الدور الذي لعبه ديسكين كنائب لرئيس "الشاباك" ثم كرئيس للجهاز في بلورة وتنفيذ عمليات التصفية التي أدت إلى مقتل آلاف الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين.
وفي تحقيق نشرته صحيفة معاريف بتاريخ 23-4-2010، أوضح الصحافي الإسرائيلي بن كاسبيت أن ديسكين هو أول من أوصى بتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها من الفلسطينيين في حال توفرت معلومات استخبارية بوجود قيادات للمقاومة مطلوبة للاحتلال.
وأشار كاسبيت إلى أن ديسكين كنائب رئيس "الشاباك" هو الذي اقترح أن يتم إلقاء قنبلة تزن طنا من طائرة "إف 16" على منزل في حي الدرج، كان يتواجد فيه الشيخ صلاح شحادة، القائد الأسبق لـ "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، مع علمه أن نساءً وأطفالاً سيقتلون في الهجوم.
وقتل في العملية إلى جانب شحادة وزوجته وابنته تسعة أطفال وثلاث نساء من الجيران.
وتنسب المحافل الإسرائيلية إلى ديسكين إدخاله تعديلات في أساليب التحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين، حيث حدثت في عهده كرئيس للشاباك زيادة على استخدام التعذيب الجسدي والنفسي من أجل الدفع نحو تقديم اعترافات.
وأقر ديسكين في فيلم "حراس العتبة" الوثائقي الذي أخرجه وأنتجه درور مورا، وعرضته قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى قبل شهر، بدوره الكبير في عمليات التصفية التي طالت الآلاف من الفلسطينيين خلال الانتفاضة.
وأبدى ديسكين شكوكه خلال شهادته في الفيلم في إمكانية أن تسهم عمليات القمع التي تقوم بها "إسرائيل" في حسم الصراع ضد الشعب الفلسطنيي.
من ناحية اخرى اعتبرت مصادر في ديوان نتنياهو أن انتقادات ديسكين لسياسة الحكومة الحالية يرجع إلى اعتبارات شخصية، منوهة إلى أن ديسكين أحبط عندما رفض نتنياهو تعيينه كرئيس لجهاز "الموساد" بعد تسرحه من رئاسة "الشاباك".
وبرر الكاتب الإسرئيلي باروخ ليشم حماسه لدمج ديسكين في قيادة حزب العمل بالقول إن الأمن يمثل الهاجس الأكبر لجميع الإسرائيليين، وهذا ما يوجب أن يكون شخص مثل ديسكين في قيادة الحزب، من أجل استقطاب الناخبين.
وفي مقال نشره أمس الإثنين في صحيفة "يديعوت أحرنوت" قال إن"انضمام ديسكين الى زعيم حزب العمل اسحاق هرتسوغ، كمسؤول عن الملف الأمني يمكنه أن ينتج ثنائياً كاملاً: السياسي ذو اللغة الرقيقة ويد التفجير القوية له".