ردت صحيفة "كريستيان ساينس مونتيور" الأمريكية على المقال الذي كتبه سفير
السعودية في لندن الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز في صحيفة "نيويورك تايمز"، والذي حذّر فيه الغرب من مخاطر سياساته تجاه
إيران.
وقالت الصحيفة إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يُعتبر آخر أصدقاء النظام الإيراني في المنطقة، ولهذا تريد السعودية التخلص منه. وعلقت الصحيفة على ذلك بالقول: "يستحق الموقف السعودي من دعم المقاتلين السوريين، بخاصة الدعم العسكري، التوقف مليا، لان ذلك يزيد في إطالة أمد الحرب أكثر من إنهائها. وفي هذا الأمر مثل كل القضايا ينبغي للمصلحة الوطنية أن تتفوق على أي اعتبار آخر، حتى لو قدم بلباس إنساني".
وتضيف الصحيفة إن السعودية لم تخف محاولاتها للضغط على الحكومة الأمريكية لحثها على التدخل مباشرة في الأزمة السورية. وكانت آخر تلك المحاولات هي رؤية النظام السوري خارج السياسة واستبداله بنظام سني، مما "يقود إلى موازنة آثار الحرب الأمريكية على العراق التي أدت إلى استبدال نظام سني هناك بحكومة يتسيّدها الشيعة، وصديقة لإيران".
ونقلت الصحيفة مقتطفات من المقالة التي كتبها الأمير قائلة إن تعليقاته يمكن ان تقابل بنوع "من الشك"، بخاصة قوله إن النظام السوري هو "سلاح دمار شامل"، ثم علقت بالقول: ففي "حين قامت القوات الحكومية بجرائم حرب في سورية، فقد ارتكبت قوات المعارضة انتهاكات أيضا، خاصة الجماعات الإسلامية التي تلقت السلاح والمال من السعودية ودول الخليج الأخرى، والتي تعتبر القوى المؤثرة الآن داخل سورية". وتقول الصحيفة إن "جزءا من عدم تدخل إدارة أوباما هو الخوف من أن تكون طرفا في حرب طائفية قد تتطور وتصبح أكثر قبحا إن انهارت سورية".
وتقول الصحيفة إنه بدخول حزب الله على خط المواجهة إلى جانب النظام، فقد تم تعزيز صورة النزاع على أنه حرب بالوكالة بين الإيرانيين والسعوديين. وتضيف أن المصالح الأمريكية- السعودية تضاربت في الموضوع الإيراني، فالاتفاق النووي هو مصلحة أمريكية، لأن "الحصول على ما تريد (بالسلم) هو أرخص وأحسن للحياة والبشر من الحرب".
وقالت إن "السعودية لا تريد رؤية إيران، باحتياطها النفطي الضخم واقتصادها الكبير وقواتها العسكرية الضخمة تزداد قوة أكثر برفع العقوبات عنها، إن كان بسلاح نووي أو بدونه". وعن قول الأمير نواف إن الغرب يستخدم القاعدة في سورية كمبرر لعدم التدخل العسكري، علقت الصحيفة بالقول إن القاعدة أقامت أسسا لها في الجارة العراق، و"الدولة الإسلامية في العراق والشام هي مظهر أخير للقاعدة التي التي تلقت دعما من السعودية عندما كانت تقاتل الأمريكيين في العراق".
وهذا لا يعني كما تقول الصحيفة أن تدخلا أمريكيا مباشرا في سورية كان سيؤدي إلى وضع أسوأ، لكن "هذا التأكيد الواضح، هو ما يردده دائما دعاة التدخل بدون اعتبارات للتاريخ الماضي".
وعندما ردت الصحيفة على الأمير وتأكيده تصميم السعودية على مواصلة سياستها والدفاع عن مصالحها بشكل مستقل؛ ذكّرت بالتدخل السعودي في البحرين، وقمع المطالبين بالديمقراطية في ميدان اللؤلؤة عام 2011. وكل هذا فعلته كما تقول الصحيفة من أجل الاستقرار، كما أن سياستها داخل البلاد ليست في صالح الاستقرار، مشيرة إلى تمرير الحكومة لقانون يجرّم من يقوم بالشغب على النظام أو يشوه سمعة الدولة أو يهدد وحدتها.
كل هذا يجب أن لا يعمينا، تضيف الصحيفة "عن الرعب الدائر في سورية أو الملايين الذين شردوا أو يقبعون في الخيام والمخيمات المؤقتة في أجواء جوية باردة وقاسية لم تشهدها منطقة الشرق منذ زمن بعيد".