أسدل الستار الخميس على فعاليات معرض
بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته ، بمشاركة أكثر من 270 دار نشر
لبنانية وعربية ودولية، وسط حالة من عدم الرضا، بسبب ضعف الإقبال على المعرض هذا العام لخصّها مشاركون بعاملين، أمني في ظل ما يعيشه لبنان والمنطقة من أحداث، وآخر متعلق بالأحوال الجوية والعاصفة التي ضربت المنطقة خلال الأيام الماضية.
الأمن والعاصفة
على مدار أسبوعين تقاطر إلى المعرض أعداد من الزائرين يقول أصحاب دور نشر إنها أقل بنسبة خمسين بالمائة من العام الماضي نظرا للعاصفة التي ضربت لبنان في الأيام الأولى من المعرض، قبل أن يبدأ الوضع بالتغير نسبيا في الأيام الأخيرة التي شهدت تزيدا ملحوظا لا سيما في ساعات المساء.
عناوين تنوعت بين الدين والسياسة والأدب لكبار المؤلفين والكتاب، إلى جانب حضور بارز لما يمكن تسميته بالكتب المنوعة التي تتناول مجالات الحياة كالطبخ والجمال والصحة وكتب الأطفال.
غير أن اللافت في المعرض هذا العام حضور الثورات العربية في عناوين كثيرة، تناولها بالبحث والنقد مؤلفون عرب وأجانب بالإيجاب أو السلب، ولا يجد الزائر صعوبة في تلمس أجواء الربيع العربي وثورات الشعوب حيث تستقبل الزائرة لافتة كبيرة في مدخل المعرض رفعتها دار الريس للنشر والتوزيع جاء فيها "لا ثورة بلا كتاب".
إقبال ضعيف
رئيسة اللجنة الثقافية في النادي الثقافي العربي المنظم للمعرض بالتعاون مع اتحاد الناشرين اللبنانين، نيرمين الخنسا، أقرت بتراجع الإقبال على المعرض -الذي يعد الأقدم عربيا- هذا العام نظرا للظروف السياسية والأمنية في المنطقة، إلى جانب العاصفة التي ضربت لبنان، قبل أن تستدرك بالقول إن "المعرض نجح رغم هذه الظروف، عززه المشاركة العربية والدولية في أنشطة النادي المرافقة للمعرض من دور النشر العربية والدولية".
وعن رسالة المعرض هذا العام، تقول الخنسا لـ(عربي21) إن الاستمرارية هو ما تحرص عليه إدارة المعرض، "فالمعرض هو الوجه الحضاري للبنان العالم العربي، ورسالتنا هي الاهتمام بالثقافة، وتعزيز دور الكتاب في المجتمعات العربية لإيماننا بأن الكتاب والثقافة هو ما يبني الأوطان".
الخنسا سجلت ما اعتبرته تميزا في المعرض هذا العام، تمثل بمشاركة أوروبية لأول مرة في المعرض من حلال مشاركة إسبانيا من خلال مركزها الثقافي في بيروت قدمت خلال عروضا فنية على هامش أيام المعرض.
أمّا المشاركة العربية في المعرض يتحدث عنها أسامة فواز من دار العلم للملايين، الذي وإن أقر بضعفها إلا إنه سجل مشاركة جيدة من مصر وليبيا والجزائر، مرجعا تخلف المشاركات العربية الأخرى إلى الوضع الأمني والتحذيرات الأمنية التي أطلقت بشأن السفر إلى لبنان.
وعن نوعية ما يقبل عليه القارئ يؤكد فواز لـ(عربي21) أنها تقع ضمن حاجات المواطن العربي دون أن تكون بشكل ترفي، مؤكدا ما ذهب إليه غيره من ممثلي دور النشر من تراجع نسبة الإقبال هذا العام.
الضعف الذي يتحدث عنه فواز يؤيده فيه مدير المبيعات في مؤسسة الريان للطباعة والنشر أحمد الشامي الذي أكد أنه بالفعل تم إلغاء مشاركة كثير من دور النشر في اللحظات الأخيرة هذا العام للأسباب التي ذكرت.
ويضيف الشامي لـ(عربي21) أن زوار المعرض هذا العام يأتون "للفرجة وتغيير الجو تارة أو من باب المجاملة لأصدقاء لهم في حفلات توقيع هذا الكتاب أو ذاك"، مستندا في ذلك إلى ضعف نسبة الشراء، على الرغم من الأسعار التي قال عدد من الزوار إنها رخيصة نسبيا.