أقر مسؤولون "
إسرائيليون" بأن التعاون الأمني الذي تبديه السلطة الفلسطينية، أسهم في تحويل مستوطنات
الضفة الغربية إلى بيئة جاذبة لليهود.
وقال تساحي هنغبي وزير الأمن الداخلي الأسبق، ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إن المعطيات تؤكد أنه حدث ارتفاع كبير على عدد المستوطنين في الضفة الغربية جراء انتقال مزيد من اليهود من داخل إسرائيل للإقامة في مستوطنات الضفة الغربية.
وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية صباح الاثنين، قال هنغبي إن عشرات الآلاف من "الإسرائيليين" غادروا أماكن سكناهم في داخل "إسرائيل" وانتقلوا للعيش في مستوطنات الضفة الغربية خلال عام 2013.
وعزا هنغبي، الذي يعتبر من أوثق مقربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هذا التحول إلى تحسن البيئة الأمنية للمستوطنين في الضفة الغربية بشكل غير مسبوق بفعل التعاون الأمني الذي تبديه الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.
وأضاف هنغبي: "صحيح أن القرارات التي اتخذتها الحكومة الحالية حسنت إلى حد كبير من ظروف الحياة للمستوطنين، لكن لا يمكن في الوقت ذاته تجاهل دور أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية في تحسين البيئة الأمنية بشكل أسهم في اقناع المزيد من اليهود بالتوجه للإقامة في
المستوطنات".
وفي ذات السياق أشاد وزير المالية "الإسرائيلي" يئير لبيد بدور السلطة الفلسطينية في تحسين البيئة الأمنية في المستوطنات.
ونقلت الإذاعة العبرية صباح الاثنين عن لبيد قوله خلال اجتماع للكتلة البرلمانية لحزب "ييش عتيد"، الذي يرأسه، عقد الأسبوع الماضي، أن نفقات القوات الإسرائيلية العاملة في الضفة الغربية تقلصت بشكل كبير بفعل الدور الذي تلعبه أجهزة السلطة الأمنية في تعقب "التنظيمات الإرهابية".
ويذكر أن وزير الإسكان "الإسرائيلي" أوري أرئيل، أعلن مؤخراً عن مخطط للبدء في مشاريع استيطانية تمتد حتى 50 عاماً، معتبراً أن استغلال الأراضي في الضفة الغربية سيقلص إلى حد كبير من مظاهر أزمة السكن داخل إسرائيل.
ويشار إلى أن متوسط سعر الشقة السكنية داخل إسرائيل يبلغ نصف مليون دولار، في حين أنها تبلغ تكلفة إقامة فيلا في إحدى مستوطنات الضفة 150 ألف دولار، حيث إنه يتم تقديم الأراضي للبناء بشكل شبه مجاني، في حين يتم تقديم قروض إسكان ميسرة جداً.
وكان موقع "وللا" الإخباري الإسرائيلي، نشر في العشرين من أيلول الماضي معطيات تدلل على أن تحسن البيئة الأمنية في المستوطنات بفعل تعاون السلطة جعل المستوطنات تستقطب معظم السياحة الداخلية.
وحسب الصحافي يهشوع برينير معد التقرير، فإن الكثير من الإسرائيليين توقفوا عن التوجه إلى أوروبا لقضاء عطلاتهم وباتوا يتجهون لمستوطنات الضفة لقاء العطلة بفعل تحسن البيئة الأمنية، مشدداً على أن هذا التحول أدى إلى تحسين الواقع الاقتصادي للمستوطنات.
وأشار برينير إلى أن قادة المستوطنين يعون أن الفضل في التحولات الإيجابية في واقعهم الاقتصادي والأمني يعود أيضاً للسلطة الفلسطينية.
ويذكر أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية، بلغ حتى شهر تشرين ثاني/ أكتوبر الماضي 650 ألفا، أي بزيادة تصل إلى 11%.